من التعابير الدخيلة في الإنشاء العربي الحديث ما يسميه العلامة المغربي تقي الدين الهلالي بالكاف الدخيلة الاستعمارية والتي استحدثها المترجمون حين تحيّروا في ترجمة كلمة تجيء في اللغات الأوربية قبل الحال، وهي في الإنجليزية (as) وفي اللغة الفرنسية (comme) وفي الألمانية (als) مثال ذلك: فلان كوزير لا ينبغي أن يتعاطى التجارة. وفلان يشتغل في الجامعة كمحاضر، وفلان مشهور ككاتب.
وقد أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة هذا الأسلوب تحت مسمى كاف الاستقصاء، إلا أنهم اضطربوا في تخريجها وخالفهم في ذلك جمع من المحققين.
من مشاهير من أنكروا هذه الكاف الدكتور محمد الطيب النجار (في محاضرات عن الأخطاء الشائعة) والدكتور رمضان عبد التواب (في كتابه لحن العامة) وقد شنّع الشيخ الدكتور تقي الدين الهلالي على المترجمين الذين أدخلوا هذا الأسلوب في سلسلة تقويم اللسانين، ربما لاشتغاله بالترجمة وتناوله ترجمة القرآن، فقال:
"وإنما وقع جهلة المترجمين في هذا الاستعمال الفاسد لضعفهم في اللغتين أو إحداهما فلا يستطيعون إدراك معنى الجملة مجتمعة ليصوغوا في اللغة الأخرى جملة تؤدي المعنى المطلوب بألفاظ جيدة الاستعمال، واقعة في مواضعها التي يقتضيها النظم الفصيح، وهذا العجز هو الذي يلجئهم إلى أن يبدلوا كل مفرد في إحدى اللغتين بمفرد آخر في اللغة الأخرى فيجيء التركيب فاسدا معوجا لا تستسيغه أذواق الفصحاء في اللغة التي ينقل إليها المعنى ..." [تقويم اللسانين]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق