السبت، 25 يناير 2020

جمع فعاعيل

طرح:
في جزيرة العرب اليوم جموع تبدو غريبة مثل: رجّال رجاجيل وشرّاب شراريب وبالون بلالين. فهل لهذه الأوزان أصل في الفصحى أم أنها نشأة محلية متأخرة.
صيغة منتهى الجموع فعاعيل من جموع التكسير السماعية التي أشار إليها الصرفيون قديما. والتي كما في الأمثلة السابقة ترد جمعا لوزن فعّال، ما يعني أنه فُكّ إدغام عينه ليشابه أوزان الأبنية الرباعية (CaCāCīC مثل صناديق وعصافير وتدخل تحت هذه البنية أوزان كثيرة مثل مفاعيل وفواعيل وفعاعيل وفعاليل وأفاعيل وتفاعيل ونحوها).

وفعاعيل جمع سماعي فصيح يرد عادة لما كان مفرده مضعّف العين مثل فعّول أو فعّال أو فعّيل وما شابه وزنها على تباين حركة الفاء.

فعّال: ومثله جمع المتقدمين لجبّار أو جبّارة على جبابير
ويروى لتميم بن مقبل وهو شاعر معدود في المخضرمين:
إِلاَّ الإفادة فاسْتَولَتْ ركائِبُنا ... عِنْدَ الجَبابِيرِ بالبَأْساءِ والنِّعَمِ
يقول أن وفوده على الجبابرة والملوك مما يغنم فيه مرة ويخيب أخرى، وهو بيت شهير من شواهد الكتاب في باب إبدال الهمزة من الواو (وفادة-إدفادة).
  • عُوّار - عواوير. وفي معجم العين: "والعُوَّارُ: الرّجُلُ الجبانُ السّريعُ الفِرار، وجمعُه عواوير."
  • عقّار عقاقير
  • فقّاعة فقاقيع
  • سجّاد سجاجيد
  • دكّان دكاكين
  • كتّاب كتاتيب
  • كرّاس(ة) كراريس
  • خطّاف خطاطيف
  • دخّان دخاخين
  • صنّارة وهو سيء الخلق
  • خفّاش خفافيش

فعّول: ومثله جمع فرّوج على فراريج، يقول المطرّزي: "وَالْفَرُّوجُ وَلَدُ الدَّجَاجَة خَاصَّةً وَجَمْعُهُ فَرَارِيجُ".
ويروى في الرجز:
يمشون أفواجا إلى أفواج ** مشي الفراريج مع الدجاج
  • جمع عِجل أو عِجّول على عجاجيل، وفي العين: "العِجَّوْلُ لغة في عِجْل البقرة. والأنثي: عِجَّوْلَة، وجمعها: عجاجيل.".
  • سنّور/سنّار سنانير
  • سفّود سَفافيد
  • دبّور دبابير
  • دبّوس دبابيس
  • بُلّوط(ة) بلاليط: وهي عند أهل الأندلس من الثياب، فهو من الجموع التي عرفوها.
  • بلّوقة بلاليق: ومن معانيها الأرض القفار.
  • تنّور(ة) تنانير

فعّيل: مثل جمع سكّين على سكاكين

فاعول: مثل طاووس وطواويس ومثاله في عامية بعضهم جمعهم فانوس على فنانيس

أخرى:
  • سُلُّم سلاليم (والمغاربة يسمّون السلّم سلّوم)
  • دينار دنانير
  • وقيل سخاخين صفة للماء الساخن
  • دُمَّلة دَماميل
  • عكاكيس (وهو مفرد على وزن فعاعيل) قيل هو ذكر العنكبوت
ولعل أبرز ما ينسب لهذا الوزن في القرآن لفظة أبابيل وهو جمع لا يعرف له مفرد من جنسه إلا من خلال قياس أوزان مفرد ما ماثله من الأوزان التي أشرنا إليها فيصاغ من فعّال 



هذا وقد علمنا أن هذا الوزن قد عرفته العرب قديما، فإن شيوعه اليوم في الخليج قد يتباين من الندرة إلى شبه الاطراد كما في دراسة اللهجات المحلية في الخليج (اللهجة في القطيف مثالاً)، حيث تكاد تطّرد في بعض المناطق في جمع فَعّال في الدلالة على صفة العاقل أو حرفته مثل: حسّاد وحساسيد ونجّار نجاجير وقصّاب قصاصيب وبقّال بقاقيل، وفلّاح فلاليح، وخطّاب خطاطيب، وطبّاخ طبابيخ، وخبّاز خبابيز وغيرها كثير.

كما يرد هذا الوزن في لهجات الخليج جمعا لغير العاقل فيما دلّ على مكان أو حيوان أو آلة ونحوها. فممّا يجمع على هذا الوزن مما جاء مفردُه على وزن: فَعَّال، وفِعَّال وفُعَّال، وفِعِّيل، أو فَعِّيل، وفَعُّول، وفعلان مثل دكّان دكاكين، وعُكّاز عكاكيز، وسجّاد سَجاجيد وسيّارة سيايير، وعلّاقة علاليق ودُوّارة دواوير، وحيوان حياوين/حواوين.

ويبقى هذا الجمع حاضرا في بقية اللهجات العربية من بلاد المشرق إلى المغرب والأندلس مع تفاوت في توظيفه.

هناك تعليق واحد:

  1. ولأهل الأندلس أمثلة لهذا الوزن ترويه وثائقهم كجمع سنّارة وبلّوطة وبلّوقة على سنانير وبلاليط وبلاليق.

    وتوظّفه اللهجات المغاربية بصيغة فْعاعيل أو فْعاعَل، فقد يقول بعضهم في جمع مسّاك مثلا مساسيك ويقول آخرون مساسك، وهي نوع من الدبابيس وما يستعمل لتعليق الملابس لنشرها كما تجمع برّاكة على براريك أو برارك وهو الكوخ. ومثله جمع فقّارة على فقاقير وهي أنظمة تقليدية للري [انظر كتاب اللهجة التواتية الجزائرية لأحمد أبا الصافي الجعفري].

    كما وظّف هذا الوزن مؤخرا لأغراض فكاهية في الجزائر ظاهرها التهكم، فصار كل شيء يقبل جمع فعاعيل للسخرية.

    ردحذف