الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019

أسماء الأصابع في العاميات العربية

أسماء الأصابع في العاميات العربية متقاربة على نحو كبير، فبعضها واصل على نهج الأسماء التقليدية مثل الخنصر والبنصر والإبهام وبعضها اكتفى بتوصيفها فعرف الخنصر بالإصبع الصغير والإبهام بالإصبع الكبير ونحوه والوسطى سُميت بالإصبع الوسطاني أو الطويل والسبّابة بإصبع الشهادة والبنصر بإصبع الخاتم.

وموضوعنا لليوم يعكس جانبا في التلقين عن طريق التسلية والمداعبة الصبيانية والتي نجد ألفاظها مشتركة في كافة البلاد العربية مما يدلّ على قدم انبثاقها. وتتضمن هذه الملاعبات تعداد أعضاء الجسم بطريقة مسلية مثل تشخيص أصابع اليد بأسماء ظريفة في حوار أو قصة طريفة يُقبض فيها الإصبع تلو الآخر لتنتقل بعدها عبر الذراع إلى إبط الطفل تدغدغه.


السبت، 31 أغسطس 2019

أصل كلمة خردة

يرجع أصل لفظة «خردة» إلى الفارسية خرده بمعنى القطع الصغيرة والجزيئات الدقيقة وكانت تطلق على القطع المعدنية ثم انتشرت في اللهجات العربية عبر العثمانية وشمل معناها القطع المعدنية المختلفة الأحجام من آنية وأقفال وصارت تعني كل قديم أو عتيق فقد صلاحيته ولازال يمكن استعماله من جديد بشكل ما أيًا ما كانت مادته أو حجمه واشتهر في ذلك تجار الخردة وهم من يتاجرون بهذه القطع والأدوات القديمة أو ما كان يعرف بالخردجي hurdacı.

الثلاثاء، 23 أبريل 2019

معنى اسم در شاهوار

در شهوار من الأسماء البناتية الشائعة في شبه القارة الهندية وبلاد فارس والترك، ويرجع أصله المركب إلى المزيج الغني من الثقافات واللغات التي تعايشت في المنطقة.
  • درّ: لؤلؤة.
  • شاهوار: اسم فارسي مركب من شاه أي ملك ولاحقة الصفة وار والمعنى صاحب الملك أو ملكي. وصارت لفظة شاهوار تطلق على كل ما هو ثمين.

در شاهوار تعني اللؤلؤ الثمين أو اللؤلؤ الملكي.

ولعل من أشهر الأعلام الذين حملوا هذا الاسم الأميرة در شهوار ابنة الخليفة عبد المجيد آخر خلفاء آل عثمان.

الأربعاء، 13 مارس 2019

أصل كلمة فرولة و فريز

مع فصل الربيع، ازدهرت أسواقنا بالفراولة. وهي موضوع اليوم فتسمية الفرولة تعريب دارج ظهر في القرون الأخيرة ليدخل بعدها المعاجم العربية لشيوعه بين الناس وبالأخص في المشرق، ويرجع أصله إلى اللغات اللاتينية في جنوب أوروبا أين ازدهرت زراعة هذه الثمرة مثل الإيطالية fravola المتغيرة عن fragola وهي تصغير frāga (جمع frāgum) بمعنى فرولة في اللاتينية. 



السبت، 9 مارس 2019

أصل كلمة طبق طابق طاوة تاوة

تستعمل العاميات العربية لفظة طاوة أو تاوة بمعنى مقلاة أو نحوها. وأصلها من الفارسية تاوه وربما دخلت بعضَ العاميات من خلال التركية العثمانية تاوه (بالتركية tava).

وترتبط الفارسية تاوه وتابه بتعريب آخر قديم من تابك، يذكره أصحاب المعاجم، يقول ابن سيده (ت 458هـ) في المحكم: "والطابَق: ظرف يطْبخ فِيهِ، فَارسي مُعرب". كما ذكروا أنه اسم ما يخبز عليه من الحديد ونحوه. [شرح الفصيح لابن هشام اللخمي]

أصل كلمة طاوة تاوة

الأربعاء، 6 مارس 2019

بين الفنجانة و الفنجان و الفنجال و الفلجان

لعل من أوهام الزبيدي رحمه الله في تاج العروس حمله لفظة "فِلجان" في بيت الجعدي بمعنى فِنجان، يقول: 
" قَالَ الجَعْدِيّ يَصف الخَمْر:
أُلْقِيَ فِيهَا فِلْجَان من مِسْكِ دَا ** رِينَ وفِلْجٌ مِن فُلْفُلٍ ضَرِمِ
قلت: وَمن هُنَا يُؤْخَذ قَوْلهم للظَّرْف المُعَدِّ لشُرْبِ القَهْوَةِ وغيرَهَا (فِلْجَان) والعَامّة تَقول: فِنْجَان، وفِنْجَال، وَلَا يصحّانِ."


الاثنين، 4 مارس 2019

سُمْنَة أم سِمْنَة أم سَمانَة أم سِمَن

[للبحث] إلا أن تكون لغة غير موثّقة فإنّي لم أعثر على لفظة (سُمْنَة) بضم السين بمعنى البدانة. والظاهر أنّ هذا المعنى مستحدث في لغة المشرق ثم أشاعه مثقّفوهم في الفصحى ما فتح الباب لتدخل المعاجم الحديثة، والصواب أن يُقال: سَمانَة أو سِمَن. والسْمانة هي لغة شائعة عند المغاربة.



الجمعة، 1 مارس 2019

أصل ومعنى كلمة بايرة

البوار: الهلاك والكساد، ومنه قيل بارت السلعة وسوق بائرة وأرض بور إذا لم تزرع ورجل بائر إذا كان فاسدا هالكا. وقيل للمرأة إذا عنست أو تعطّل زواجها بائرة أو "بايرة" في العاميات العربية. وقد جاء في حديث مرسل أن النبي استعاذ من بوار الأيّم. [مصنف أبي شيبة 29761] قال ابن الأثير في النهاية: "أَيْ كَسَادِهَا، مَنْ بَارَت السُّوق إِذَا كسَدت، والأيَّم الَّتِي لَا زَوْج لَهَا وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ لَا يَرْغَب فِيهَا أَحَدٌ.".


الأربعاء، 27 فبراير 2019

أصل تسمية المسك

موضوع اليوم عن المسك ذاك الطيب الذي عبر الأمصار وتغنّى به الشعراء، جاء في تاج اللغة للجوهري (ت 393 هـ): "والمِسْكُ من الطيبِ فارسيٌّ معرَّب، وكانت العرب تسمِّيه المشموم." وفارسيه مُشک ويعتقد أنه من اللغات الهندية نحو السنسكريتية मुष्क موشكا بمعنى خصية أو صفنها، ذلك أن المسك يستخرج من غدّة عطرية خاصة تكون في ذكور نوع من الأيائل الآسيوية.

الثلاثاء، 26 فبراير 2019

أصل كلمة أصل كلمة دربوز دربزين درابزين درابزون

الدَرْبوز هو ذاك الحاجز الذي نجده على الدرج والشُرَف، وهو من الكلمات المغاربية الأندلسية كما في المعجم القشتالي لبيدرو القلعاوي، وأصله الفارسي دخل العامية العربية مبكرا، ويذكرون له أسماء أخرى كمثل ما نقل الأزهري في تهذيب اللغة عن أبي عمرو الشيباني (94 - 206 هـ)*: "الحُلْفُق: الدرابزين وكذلك التَّفَارِيجُ". وكانت تطلق على هذه القضبان أو الأعمدة الصغيرة التي تشكّل الحاجز.

أصل كلمة دربوز دربزين درابزين درابزون

الاثنين، 25 فبراير 2019

أصل كلمة زرمومية / زرزومية

يرجع أصل كلمة زرمومية أو زرزومية بمعنى سحلية أو وزغة إلى الأمازيغية أزرممو / تازرممُيت ونحوها. وهي متداولة عند المتحدثين بالأمازيغية في ليبيا والجزائر والمغرب.

أصل كلمة زرمومية

أصل كلمة خرط خرطي خرّاط

الخُرطي أو الخرّاط ألفاظ شائعة في كل البلد العربي من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب لوصف الكذب والفعل منه يخرط. والخرّاط هو كذلك ممتهن الخِراطة وهو نحت وقص المعادن وغيرها وتشكيلها.

وأصل خرط عربي، وقد ذكرها الزبيدي (ت 1790م) في تاج العروس: "والخَرَّاطُ: الكَذَّابُ، وَقَدْ خَرَطَ خَرْطاً، وهُو مَجَازٌ".

الأحد، 17 فبراير 2019

الفعل المضعف في العاميات العربية

تتعامل أكثر العاميات العربية مع الفعل المضعّف معاملة الفعل المعتّل جزئيا، فتقول في ردّ ردّيت بدل رددت.

والظاهر أن هذا مما طرأ في العاميات العربية، فحين تغيّرت البنية الصوتية واختفى الإعراب أدغموه وأمسكوا عن فكّه، استثقلوا وزنه وهو من مقطع صوتي واحد فقط فقاسوه على تصريف معتل الآخر في الماضي، مثل جرى جريت ودرى دريت ونحوها. ولهذه الظاهرة أصل في الفصحى كذلك، فإن العرب كانوا يبدلون في المضعف ويحذفون. ويسمي النحويون ذلك بتشبيه المضاعف بالمعتل نحو إبدالهم فعل أملل بأملى فتقول أمللت وأمليت.

السبت، 16 فبراير 2019

أصل كلمة بندير

من أسماء الدف في اللهجات المغاربية البَنْدير، وهو مسمى أندلسي[1] ويسمى في إسبانيا pandero pandera pandereta وفي البرتغال: pandeiro. ويعتقد أن أصله يرجع إلى اللاتينية pandōrium من الإغريقية Pandura آلة وترية إغريقية قديمة بثلاثة خيوط لا يعلم أصلها على وجه الدقة وكان يعتقد قديما أنها مرتبطة بـ بان Pan إله وثني إغريقي يختص بالرعي والموسيقى الرعوية.

Etymology of Maghrebi Bandir



أصل كلمة زيّر - زبط

يقال في اللهجات المغاربية: زَيّر بمعنى ضيّق وضغط أو شدّ وثاق الشيء وأحكمه. وأصلها في الفصيح ما جاء في المعاجم نحو ما ذكره ابن سيده (458 هـ) في المحكم قولهم: "زَيَّر الدابةَ: إذا جَعَلَ الزِّيارَ فِي حَنَكِهَا" ويقول: "والزِّيَارُ: شِنَاقٌ (أي حبل) يَشُدُّ به البَيْطَارُ جَحْفَلَةَ الدَّابَّةِ، وهو أيضاً: شِنَاقٌ يُشَدُّ به الرَّحْلُ إلى صُدْرَةِ البَعِيرِ، كاللَّببِ"

معنى كلمة مزيّر زيّر

وزيار البيطار خيط بخشبة أو خشبتين يضغط بهما البيطار جحفلة الدابة لتذلّ ويتمكن من تطبيبها (الجحفلة بمثابة الشفة للإنسان). [أساس البلاغة للزمخشري ومحيط المحيط]. وعند اللسان: الزِّيارُ: شيء يجعل في فم الدابة إِذا استصعبت لَتَنْقادَ وتَذِلَّ.
يقول الجوهري: "والزيار: ما يزير به البَيْطارُ الدَابَّةَ، أي يَلوي به جَحْفَلَتَهُ. قال أبو عمرو: الزِوارُ: حبل يُجْعل بين التصدير والحَقَبِ، والجمع أزورة."

فالزِيار أو الزِوار حبل يُشدّ به على ظهر الدابة ونحوها. وربما قُيّد به الأسير أيضا.

وهذا كمثل ما جاء في النهاية في غريب الحديث والأثر في رواية الدجّال: (رَآهُ مُكبَّلاً بالحَديد بأَزْوِرَة). قَالَ ابنُ الأَثِير: "هِيَ جمعُ زِوَارٍ وزِيَارٍ: وَهُوَ حَبلٌ يُجْعل بَيْنَ التَّصْدير والحَقَب. وَالْمَعْنَى أَنَّهُ جُمِعَت يدَاه إِلَى صَدْره وشُدَّت. ومَوضِع بِأَزْوِرَة النصبُ، كَأَنَّهُ قَالَ مُكبَّلا مُزَوَّراً".

وقد ذكر بطرس البستان في محيط المحيط (1870م) ما أسلفنا عن زيّر وزِيار وذكر أن "العامة تستعمل كليهما للشد والضغط مطلقا". وفي مصر لبسة مشهورة ساترة لخروج النسوة تسمى التزيّيرة. ولا أدري إن كانت متربطة بهذه الأخيرة.

ومثلما قالوا مزيّر للشيء المشدود يقال مزبوط (مثل: سروال مزبوط) وهذه الأخير ربما أُخذت عن العثمانيين وأصلها عربي من ضبط.

زبط في اللهجة الجزائرية
Ben Cheneb, Mots turcs et persans conservés dans le parler algérien (1922).

الخميس، 14 فبراير 2019

معنى جعر

فعل جَعَر من الكلمات النادرة اليوم، ويرى رينهارت دوزي أنها تحوّر عن جأر (صاح وتضرّع). وأعرفها بمعنيان في الجزائر:
  • الأول إصدار صوت من أصوات البهائم نحو ثغاء الخراف[Hélot] أو نهيق الحمار (أو عواء الكلب الحزين[للتأكيد]) وغيرها.
  • والثاني بمعنى جزِع وارتعب (فجأةً) [قبائلية]. وهذا قريب من تفسير قتادة قوله تعالى: (إِذا هُمْ يَجأَرُون) قال: إِذا هم يَجْزعُون.

الاثنين، 11 فبراير 2019

أصل كلمة سبّورة

جاء في العباب الزاخر للصغاني [سبر]: "السَبُّورة والسفُّورة -كتَنُّومَة- جريدة يُكتب عليها، فإذا استغنوا عن المكتوب محوه، وهما مُعرّبتان، وفي حديث سَلْم العلوي: رأيت أبانا يكتب عند أنس- رضي الله عنه- في سَبُّورة".

وفي النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير(1233–1160م): "(لا بأس أن يصلي الرجل وفي كمه سبورة) قيل هي الألواح من الساج يكتب فيها التذاكر".

أصل كلمة الخليع

لم يعرف أجدادنا الثلاجات الحديثة، فكان إذا وقع في يدهم لحم (كلحم العيد) جعلوها شرائح رفيعة على شكل شرائط ثم ملّحوها وربما تبّلوها ونقعوها ثم يجفّفونها في مكان مهوّى ومشمّس. ويسمونه بالقدّيد أو الخليع ويسمون الكسرة التي تُحشى بهذا اللحم بالمخلعة.


وأصله من الخَلْع، يقول الزمخشري (467 - 538 هـ) في أساس البلاغة: "وشواء مُخَلَّع: خلعت عظامه. والخلع: اللحم تخلع عظامه ثم يطبخ ويبزّر (أي يتبّل).

وجاء في معجم العين (ق. 2هـ): "والخَلَعُ: القديدُ يُشْوَى فَيُجْعلُ في وعاء بإهالَتِه.". وعند الجوهري (ت 393 هـ) في تاج اللغة: "والخلع: لحم يُطْبَخُ بالتوابل ثم يُجْعَلُ في القَرْفِ" والقرف وعاءٌ من جِلْد، ويُتَزَوَّدُ به في الأَسفار.

وفي شمس العلوم لنشوان بن سعيد الحميري (ت 573هـ) "الخَلْع: لحم يقطع قطعًا صغارًا ويقلى مع الشحم حتى يجف ثم يجعل في إِناء فيجمد." وهذا نحو ما يمارس في المغرب الأقصى.

ونقل الزبيدي (ق. 12هـ) في تاج العروس: "وِالخَلِيعُ اللَّحْمُ تُخْلَعُ عِظَامُهُ ويُبَرَّرُ ويرفع". ونقل أيضا بلفظ "الخَوْلَعُ: اللَّحْمُ يُغْلَى بِالْخَلِّ ثُمَّ يُحْمَلُ فِي الأَسْفار." كما في تهذيب اللغة للأزهري (370هـ).


ماذا عنكم، كيف تسمون اللحم المقّدد وكيف تحضّرونه؟

السبت، 9 فبراير 2019

أصل كلمة سيفط في الدارجة المغربية

يشيع في دارجة المغرب الأقصى استعمال سيفط أو صيفط بمعنى بعث أو أرسل، وهي فيما يبدو كلمة أمازيغية الأصل[1] من ssifeḍ / sifeḍ وتنطق بالضاد والطاء بمعنى أرسل أو طرد في أمازيغية المغرب وموريتانيا وغرب الجزائر وهي من afeḍ بمعنى المغادرة والاختفاء والتوديع. في حين يستعمل أمازيغ ورقلة ssifeṭ وطوارق الهقار sûfeḍ بمعنى توصيل الشخص ومرافقته حتى يغادر.

ويرى المعجمي حدّادو[3] أن معنى التنظيف والمسح والتخلص من الشوائب في لفظة esfeḍ المستعملة عند أكثر الأمازيغ يرجع إلى نفس جذر afeḍ بمعنى المغادرة والاختفاء.


مراجع

[1] Kamal Naït-Zerrad. Dictionnaire des racines berbères: formes attestées. volume 3. p.531.
مستخدمة في وسط المغرب والشلحة والريف وصنهاجية السراير وصنهاجية موريتانيا وبني سنوس في غرب الجزائر.
[2] Mohand Akli Haddadou. Dictionnaire des racines berbères communes. P54.
[3] Mohand Akli Haddadou. Vocabulaire berbère commun.
"Les noms des deux objets dérivent de verbes largement attestés : esfeḍ « nettoyer » (To, Ghd,WRg, Mzb, MC, Chl, R, K), forme dérivée à rapporter au verbe afeḍ « s’en aller, disparaître » (MC) et efreḍ « balayer » (To, Wrg, Mzb, R, K)."

الخميس، 7 فبراير 2019

محاولة تأثيلية في أصل مارية واشتقاقها

لن أتطرّق إلى اسم مارية المشتقّ[1] من اسم مَريَم بالأرامية أو مِريَم في العبرية، وإنما المراد بموضوع اليوم ما ذكرته المعاجم العربية في معاني مارية وهو ما يلخّصه ابن سيده الأندلسي (398-458هـ) في معجمه المحكم [م ر ي]
  • "والمارِيَّةُ من القَطَا المَلْساءُ.
  • وامْرَأَةٌ مارِيَة بَيْضاءُ بَرّاقَةٌ قال الأصمعي لا أعلم أَحدًا أَتَى بهذه اللَّفْظَةِ إِلا ابْنَ أَحَمَرَ ولَها أَخَواتٌ وقد تَقَدَّمَتْ.
  • والمارِيُّ وَلَدُ البَقَرَةِ الأَبْيَضُ الأَمْلَسُ.
  • والمُمْرِيَةُ من البَقَرِ التي لَها وَلَدٌ مارِيٌّ والــمارِيَّةُ البَقَرَةُ الوَحْشِيَّة"
ولعل المراد هنا بالبقر الوحشي الأبيض هو نوع من الضباء الصحراوية، قريب الوصف من المها العربية البيضاء.

البقر الوحشي


أسماء الجزر في العربية ولهجاتها وأصول ألفاظها

موضوع اليوم عن أسماء الجزر 🥕 في اللهجات العربية مركزين على الجانب المغاربي.

سيتم تحديث الخريطة مع تقدّم المعطيات إن شاء الله

بين الشهية والشاهية

الأصل أن يقال "شهوة الطعام". أما شهيّة فمؤنّث شهيّ أي لذيذ أما الشهيّة بمعنى شهوة ورغبة الطعام فهي مولّدة عامية أقرّها مجمع القاهرة لشيوعها بين مثقفي المشارقة، لتدخل بذلك المعاجم الحديثة وعلى رأسها الوسيط.


فصاح العامّة الفصاح في العاميّة الجزائريّة - هشام النحاس

مقال لهشام النحّاس صاحب كتاب معجم فصاح العامية

التمهيد:‏ 
على مطاوي الطريق المتوجه بنا نحو هدف الوحدة اللسانية والفكرية للعرب كافة، لا مناص لنا من أن نحاول التدقيق فيما يسقط من العبارات الدارجة على ألسنة العامة، والتي لابد لها من أن تتراجع أمام الثقافة وتسقط حين تطغى عليها الفصحى التي هي لغة العلم والحضارة والفكر، والفصحى هي المفهومة والدارجة بين المثقفين العرب جميعاً، وذلك على نقيض العاميات ذوات الفروع المتخالفة التي لا تتفق إلا في افتقارها إلى لغة العلوم والثقافات ولذلك فهي آيلة إلى السقوط أمام انتشار فتوحات المعرفة..‏

الأحد، 3 فبراير 2019

أصل كلمة متلتل ومشمّخ بمعنى مبلل

يُقال مْبَلْبَل ومْتَلْتَل لما تشبّع بالرطوبة والماء وأصلها من البلل والتلل.

فيقال: تلتلت حوايجي وتتلتلت إذا اشتدّ بلل الملابس.

وقد نقل "التلل" غير واحد من أئمة اللغة، وخلاصته أن: التَّلَل والبَلَل والتِّلَّة والبِلَّة شيء واحد؛ كما سمّوا المِشربة بالتَّلْتَلَة أيضا.[1]



قرأت بخصوص كلمة تلتل: "وفي مصر تلتل، متلتل: تقال لسيلان الأنف أو ما شابه معناها بينقط".

وأشهر من ذلك في الجزائر لفظة "مْشَمّخ" وشمّخ تعني بلّل، وهو معنى لا يعرفه المشارقة ولم تسجله معاجم العربية القديمة. وقد يرتبط بالأمازيغية سمّغ بمعنى نقع في الماء (من جذر لمغ/مّغ). لكن نطقها شمّخ منحصر فقط في المناطق العربية. فما أصلها يا ترى؟

ويرى رينهارت دوزي أن الفعل الصقلّي assammarari بمعنى "غمس الثياب في الماء وتركها زمنا ليغسلها بعد ذلك بالصابون" يرجع إلى هذا الفعل المغاربي.[3]

وجاء عند رينهرت دوزي (النسخة المفرّغة | النسخة الفرنسية):
شمَّخ (بالتشديد): بالمغرب بلَّل، رطَّب ندّى (هلو، دلابورت ص119، دوماس حياة العرب ص189) واسم المفعول منه مُشمّخ أي مُبلَّل (بوشر بربرية، ابن العوام 2: 122، 123) وقد صححه بانكري ومن هذا اخذ فيما أرى الفعل الصقلي assammarari الذي يعنى، حسب ما ورد في معجم باسكالينو، ومعجم ترينا، وما قاله أماري: غمس الثياب في الماء وتركها زمنا ليغسلها بعد ذلك بالصابون أو غيره من الغسول، والكلمة المشتقة منه Assammaratu تعنى مبللا بالمطر والعرق وغير ذلك. ويقال مُشَمّخ بالعرق أي مبلل بالعرق.


- سارد (ربما من الجذر الأمازيغي RD يسّاراد تعني يغسل).

- وفي المغرب فازك، مفزك. والظاهر أنها من الجذر الأمازيغي للبلل BZG وباءه تنطق احتكاكية أيضا /v/).

- مچخچخ


وأنتم كيف تقولون "مبلل" أو "مبتل" في لهجاتكم؟
أترك لكم التعليق والتصويب.



[1] لسان العرب، باب تلل.
[2] معجم الجذور الأمازيغية المشتركة لحدّادو
[3] تكملة المعاجم العربية (1881م).

الخميس، 31 يناير 2019

أصل كلمة طفران

تدور معاني كلمة طفران في اللهجات المشرقية حول التضايق والضجر والفقر والإفلاس. وفي ليبيا نُقل فيه معنى الغضب والحنق.

وهي معانٍ لم تعرفها معاجم العربية المتقدمة على غرار الوثب، فيقال: "الطَّفْرُ: وُثُوْبٌ في ارْتِفَاعٍ". وقد حاول مجمع اللغة العربية الافتراضي من خلال تقصّي اللهجات النظر إن كانت هذه المعاني من الفوائت الظنية في المعاجم القديم.


الأربعاء، 30 يناير 2019

المِقود في اللهجات العربية

للفرنسية يد في دخول الكثير من التسميات الحديثة إلى مختلف اللهجات العربية، كأسماء المركبات وأجزائها قبل استحداث وإقرار مجامع اللغة العربية مصطلحات تعريبية بديلة مثل سيارة ودرّاجة وكذلك الأمر بخصوص لفظة "مِقْوَد" وهي على وزن اسم الآلة مِفعل نحو مِنجل ومِبرد، وكان العرب قديما يطلقونها على طرف الرسن أو اللجام الذي تربط به الدابة.

لكن العامة لا تزال تسميه بالفرنسية:
- باسم الموجه Guidon (سواء عند المغاربة أو المشارقة)، ويطلق أساسا على مقود الدرّاجات وقد يتعدّى استعماله للسيارة أيضا.
- مقود السيارة الدائري Volant (عند المغاربة).
- المقود أو نظام التوجيه La direction (عند المغاربة والمشارقة).


ومن طريف النكت في الباب ما أطلقته مخيلة بعضهم في السبعينات حول الأخضر غزال رحمه الله (وكان مدير معهد الدراسات والأبحاث للتعريب في المغرب وكانت له الكثير من الحملات للتخلص من العوالق الفرنسية) فيقولون أنه أخذ سيارته يوما إلى الميكانيكي، وطلب منه إصلاح مشكل ما في "المقود"، فلم يفهم الميكانيكي معنى كلمة "مقود". وبعد أن نعته له، قال الميكانيكي: هل تقصد "البولة" (volant)؟ فغضب الأخضر غزال، وأعطاه درسا في أهمية اللغة العربية والهوية الوطنية. وفي الأخير طلب منه أن يفحص السيارة جيدا ويصلح أي مشكل آخر يجده بها، إلى جانب المقود. ولما عاد في اليوم الموالي، تلقاه الميكانيكي، وقال له: كل شيء على ما يرام، أصلحت "المقود"، ووجدت "المحزق" قد انفك قليلا، فأعدته إلى مكانه.[1]

فترجم الميكانيكي العادم (المسمى في الدارجة échappement) بكلمة تعني "المِضرَط" مسايرة له.

الثلاثاء، 29 يناير 2019

أصل كلمة سيرك

ترجع لفظة سيرك أو سِرك 🎪 في العربية إلى الفرنسية cirque وهي من اللاتينية circus بمعنى دائرة أو حلقة.[1] وقد كانت زمن الرومان تطلق على مبنى بيضوي كبير يضم سباقات الخيل 🐎 والعربات ومختلف العروض.

أصل كلمة طحّان

يذكرون في التأثيلات الشعبية (folk etymology) أن كلمة طحّان وهي مسبّة بعدّة دلالات نحو الانتهازي والمتزّلف والديوث وغير ذلك، ويرجعونها إلى أكياس الطحين التي كانت توضع على وجوه الخونة والمتآمرين مع فرنسا حتى لا يُعرفوا أيّام الثورة الجزائرية.



وفي الحقيقة الكلمة مستعملة من ليبيا إلى أقصى المغرب، وكانت متداولة في القرن التاسع عشر ومذكورة في المعاجم الفرنسية-الجزائرية بمعنى عامل الطحونة[1] وبمعنى الدياثة.

هذه الصورة مقتطفة من معجم يرجع إلى سنة 1850م.
Dictionnaire Français-Arabe: (Idiome parlé en Algérie), Adrien Augustin Paulmier. 1850

مثال آخر من قاموس بلقاسم بن سديرة (1886) يعرّف الطحّان بالديوث "cocu".



ليس هذا فقط بل أن هذا المعنى يبدو أقدم بكثير. فإننا نجده جاء في معجم شياباريلي (1874م) اللاتيني-الأندلسي والذي ترجع أصل مخوطته إلى القرن الثالث عشر ميلادي (مدخل: طحّان / Leno). و leno باللاتينية تعني قوّاد.




ويلخّص رينهارت دوزي ذلك في تكملة المعاجم (1883م) ويزيد أنها لفظة شامية: "طْحَّان: قوّاد، قُمعوت (شياباريلي) من يتخذ القيادة إلى الفحشاء حرفة له (همبرت ص244) وهي من لغة أهل الشام."

وهو ما ينقله هبرت Humbert عن لغة أهل سوريا في معجمه , Guide de la conversation arabe. ou Vocabulaire fr-ar الصادر سنة 1838.
Trafiquant de débauche, طَحّان = مُعرِّص (Syrie).

بهذا نكون فنّدنا كون الكلمة حديثة، يبقى إيجاد أصل هذه الكلمة وإن كانت من "طحن" أصل انتقال الدلالة إليها.

لم أبحث بعد عن أصلها على وجه التحديد، لكني كنت أحمّل أصل معناه في كون الطحّان (عامل الطاحونة) كان في القديم يأخذ نسبة من الطحين لأن الناس ما كانت تتعامل كثيرا بالمال خاصة أهل الزرع والأرياف. فربما صارت من ذلك مرادفا للخسّة والانتهازية وتدرّج المعنى من الاستغلال وحبّ المال إلى التخلّي عن القيم. وما جعلني أذكره أني تذكرت راوية تركية كان اسمها İnce Memed، وأنتجها السوريون لاحقا كمسلسل أسموه العوسج تدور أحداثها في فترة سيطرة الأغوات على الأرض والمزارعين بنظام شبه إقطاعي وكان أحد الشخصيات صاحب طاحونة.

لكن هذا الرأي يبدو ضعيفا بعد أن عرفنا أن معنى الانتهزية ليس بذلك القدم وأن فلك الكلمة كان يدور حول الفاحشة سواء في الأندلس أو الشام.

أترك لكم إثراء الموضوع والتعليق.


[1] J. J. Marcel. Vocabulaire français-arabe du dialecte vulgaire d'Alger, de Tunis et de Marok...: suivi de dialogues et des locutions les plan nécessaries. 1830.

الاثنين، 28 يناير 2019

أصل كلمة سبيطار (مستشفى)

يسمي المغاربة المستشفى سبيطار وهي ليست من الألفاظ التي استقدمها الفرنسيون حديثا، فالكلمة كانت معروفة حتى عند دخول الفرنسيين كما نجدها في معاجمهم للغة الجزائرية.

وربما نُطقت بالـ /p/ أيضا.

Dictionnaire Français-Arabe: (Idiome parlé en Algérie), Adrien Augustin Paulmier. 1850.
Dictionnaire Français-Arabe: (Idiome parlé en Algérie). Adrien Augustin Paulmier. 1850.

ونفس الكلمة كانت شائعة في الجزيرة العربية والخليج بألفاظ نحو سبيتال، سبيتار، سبيتان، لكنها سرعان ما تلاشت بعد التعريب واستعاض الناس عنها بمصطلحات المؤسسات الحديثة نحو مستشفى ومستوصف وعيادة وغيرها. ومازال القلة يستعملونها مثل كبار السن في السعودية والبحرين وقطر. ونقل آخر أنفاسها السعودي العبودي في معجم الكلمات الدخيلة في لغتنا الدارجة.


 وقد افترض أنها إنجليزية، وكذلك فعل علّوب في معجم الدخيل في العامية المصرية بلفظي إزبتالية وإسبتالية. ووافق هذا الرأي الدكتور عبد الرحيم في معجم الدخيل في اللغة العربية ولهجاتها (2011). بصيغة إسبتار (في فلسطين).


وفي الشام كما نقل لنا خير الدين الأسدي في موسوعة حلب المقارنة:
السبيتال: من الإيطالية ospedale عن اللاتينية Hospitalis. 
وأقر مجمع دار العلوم بمصر أن يسمى المستشفى: الأسبيتال. 
وجمعوه على: الأسبيتالات.

قد يتباين أصل وتاريخ دخولها إلى مختلف اللهجات، لكن أصولها الأوروبية تجتمع كلّها في اللاتينية: hospitālis بمعنى مضافة أو ملجأ. وهو نفسه ما أعطى الفرنسية Hôpital و فندق Hotel و ضيافة hospitalité وأعطى الإنجليزية Hospital.

وربما كان للعثمانية اسپتاليه / اسپتاليا ispitalya بمعنى مستشفى دورا في دخولها إلى كثير من هذه اللهجات.

وقلب اللام راء في وزن هذه الكلمة يبدو قديما، فقد برز في القرون الوسطى ومن القرن العاشر ميلادي  إلى عهد قريب منظومة صليبية يسمون الإسبتارية أو فرسان مستشفى القديس يوحنّا.

ومثلها كلمة ambulance و automobile فإن المغاربة حافظوا على هذه الكلمات وزادوا عليها كلمات فرنسية بينما عرّبها المشارقة وزاد كلّ إلى رصيده ما جانسه.

وقد عرفه العرب قديما باسم البيمارِستان أو المارِستان أي دار المرضى وهي لفظة معرّبة من الفارسية  بيمار أي مريض وستان أي موضع.

للمزيد من المعلومات حول المستشفى في اللهجات العربية، يمكن مراجعة أطلس اللهجات العربية مثل: Wortatlas der arabischen Dialekte By Peter Behnstedt, Manfred Woidich.

للتمثيل لا الحصر نعيد ذكر بعضها:
- كل الدول المغاربية: سبيطار (مع تباينات بسيطة في المد)
- مالطا: sptar / isptar
- التركية العثمانية: اسپتاليه
- مصر: أسبيتال، إسبِتاليه، إزبِتاليه
- السودان: إسبِتاليه
- سوريا: سبيتال
- فلسطين: إسبتار، سبتار، إصبطار، سبطار
- الخليج (مثل السعودية، قطر، الإمارات، عمان): سبيتار، سبيتال، سبيتان، إسبيتار*
- اليمن [للتأكيد]: إصطبان، أوسبيطال (تبدو حديثة)

والله أعلى وأعلم.

الأحد، 27 يناير 2019

أصل كلمة الشيرة

 ترد لفظة الشيرة بمعاني متعددة نذكر منها:
1- بمعنى عسيلة السكر: وهي ذات أصول فارسية من شيره بمعنى الدبس أو عصير/عصارة بعض الفواكه دخلت إلينا مع العثمانيين الأتراك (بالعثمانية شيره / التركية الحديثة: şira). كما دخلت الكلمة الفارسية إلى العربية قديما ولذلك أثار في التراث العربي وقد تدخل كأسماء مركّبة أيضا للدلالة على صمغ شجر ما أو عصارة نبتة معينة.
2- بمعنى المخدرات أو الحشيش (القنب الهندي): وهو معنى آخر استعمله الأتراك قصدوا به النبيذ قبل التخمر التام والأيفيون المفلتر أو مستحضر الحشيش وهذا لقلة أثر تسكيره.
  • نقلها دوزي في تكملة المعاجم العربية: "شِيَرة (شِيرَة): مستحضر الحشيشة" (من كتاب لين عادات المصريين الحديثة، الجزء الثاني ص 40 /  Lane, Manner and Customs of the Modern Egyptions الطبعة الثالثة، لندن 1842).
  • يمكن البحث في معاجم مغاربية من الحقبة الاستعمارية أيضا.

3- بمعنى بنت: يُذكر أنها من أصل أمازيغي، من مذكّر يشير (icirr). وقد تكون من غير ذلك، كقولهم: (امْرأةٌ شَيِّرَة) أي حسنة الشارة والهيئة.

السبت، 26 يناير 2019

أصل تسمية بوزلوف

يرد البعض أصل تسمية الأكلة المعروفة بـ بوزلّوف إلى قصة أول عملية إعدام بالمقصلة لجزائري كان اسمه عبد القادر بن زلوف بن دحمان سنة 1842م.[1]

وهذا لا يصحّ لأن الكلمة بمعانيها التي نعرفها موثّقة وواردة في كثير من منشورات تلك الحقبة[2] من مناطق مختلفة وبألفاظ متباينة (نحو: زلّوف، بوزلّوف، زلّيف) مما يدلّ على شيوعها آنذاك. وهي ليست محصورة في الجزائر وإنما كذلك شائعة في المغرب الأقصى.


ويرتبط «الزلّوف» أو «الزلّيف» بالفعل الدارج زلّف بمعنى شوّط/شيّط والذي يبدو أن دلالته تعدّت لتصير علما على رأس الذبيحة وأطرافها. ويصنّف جذر "زلف" في الجذور الأمازيغية بمعنى الحرق أو تشييط الجلد والشعر، وهي عملية أساسية قبل تحضير الطبق.

وفي تونس يسمّونه راس العلّوش (إن كان غنمي)، ويسمون الأكلة التي تحضّر من الأطراف (الأكرُع)
 الهركمة.

هناك أيضا من يقترح ردّ لفظة زلّيف إلى العثمانية zülüf بمعنى غرّة الشعر أو الشعر المسدول على الجوانب وهي من الفارسية زلف بمعنى مقارب. وهذا الرأي يحتاج إلى إسناد في استعمال مماثل أو حلقة وصل في المعنى محليّا.

وهذا كلّه غير موّال بو زلوف أو أبو الزلف هو من الزجل الشعبي المشرقي. وفي سلطنة عمان أبو زلف شيء نحو الرقص والأهازيج الشعبية.



[2] Adrien Augustin Paulmier, Dictionnaire Français-Arabe: (Idiome parlé en Algérie). 1850. "bou zellouf tête de mouton" 

وذكرها دوزي في تكملة المعاجم العربية (1883) من خلال المصدرين التاليين:
  •  زَلَّوف: رائحة الصوف المحرق والجوخ (من شيرب 1849)
    • Cherbonneau, Définition lexigraphique de plusieus mots usités dans le langage de l’Afrique septentrionale. في الجريدة الآسيوية 1849، 1 ص63 – 70 و537 – 551.).
      • "zellouf: odeur de laine ou de drap brûlé; roussi"
  • زَلِّيف: رأس الخروف المسلوق المتبل بالخل والملح والثوم (نقلا عن كتاب دوماس: حياة العرب (1869) ص251).
    • Daumas, La vie arabe et la société musulmane. 1869.
وفي غيرها من المؤلفات والمجالات والمعاجم كثير أذكر على سبيل التنويع:
  • Cours d'arabe vulgaire, A. Gorguos 1849
    • ذكر الزلوف وذكر أن بوزلوف تطلق على الرجل أيضا الذي يشبه رأسه رأس الكبش، وهذا شيء شهدته في صغري فكان أحدهم يُنادى زلّوفة لشيء مماثل.
  • كما وردت أيضا في تقرير صحراوي (1863)
كما تواتر ذكرها في المعاجم اللاحقة.

الاثنين، 14 يناير 2019

أصل كلمة زبلة زبايل

يُقال "دار ژبلة" zabla بزاي وباء مفخمة إذا ارتكب خطأ فادحا أو تسبب بفعلة سيئة.

الكلمة شائعة في المغرب والجزائر ويقال: زبلة (ج. زبايل والصفة زْبايلي للشخص المشاكس المثير للمشاكل ومنه الفعل زْبَل فيقال في المغرب "زبلتيها".

ويذهب الكثيرون إلى أن أصل زبلة من الإيطالية زبالبو sbaglio (ج. sbagli) وتنطق نحو زباليو بمعنى خطأ أو غلطة، والفعل sbagliare يعني ارتكاب الخطأ والغلطة [التأثيل الإيطالي etimo.it]. والصفة sbagliato زبالياتو.


وفي حال عدم اتضاح مصدر أو وسيط أقرب لهذه اللفظة، فهي المرشّح الحصري لها ولابد من سياق تاريخي خلف دخولها.

فعل تعرفون كيف دخلت هذه الكلمة إلى لهجات المغرب؟

الجمعة، 11 يناير 2019

أصل كلمة طوبة

  يرجع أصل كلمة طوبّة إلى اللغات اللاتينية topa، وهي من الكلمات التي ذكرتها المعاجم الأندلسية[1][2] بمعنى الجرذ أو الفأر مخالفة بذلك أصل المعنى اللاتيني المشهور لـ talpa وهو الخُلد (أو الفأرة العمياء) وهو في الإسبانية topo والفرنسية taupe. في حين نجد الإيطالية تمايز بين المعنيين مما يدلّ على قدم هذا التداخل فتسمي الخلد talpa والفأر أو الجرذ topo. وهو ما قد يؤكده أيضا أن ترجمة talpa جاءت القرن الثالث عشر[2] بمعنى يربوع وبمعنى طَوْبين (خُلد).





[1] المعجم العربي-القشتالي لـ پـيـدرو القلعاوي معجم  في بداية القرن السادس عشر (تحت مدخل rata و mur).
[2] معجم schiaparelli شياباريلي (1874م) العربي-اللاتيني والذي ترجع أصل مخطوطاته إلى القرن الثالث عشر (تحت مدخل طوبة / Mus).



وتحورت في اللهجات المغاربية المعاصرة إلى طُبّة أو بفك إدغامها وقلبها إلى طومبة أو طونبة.

ويبدو أن الكلمة الأندلسية كانت تنطق بالباء مثلما هي اليوم في البلاد المغاربية وبالـ /p/ على ما نقله بيدرو (taupa). ودخول هذه الألفاظ إلى الأندلس يبدو قديما. ويبدو أن الأندلسيين حافظوا على معنى الخلد في هذا الأصل ولكن بألفاظ أخرى هي طابية (ج. طوابي) وطوبين وطوبنار كما استعمل هذا الأخير للدلالة على نوع آخر من القوارض هو الزغبة loir.

جاء عند رينهارت دوزي في تكلمة المعاجم (ترجمة للنص الفرنسي الأصلي):
  • طوْبَة: هي الكلمة الأسبانية Topo التي تعني بالأسبانية: خلد، فأرة عمياء. غير أن طوبة عند العرب ويكتبها الكالا بـ /p/ تعني: جرذ أو فأر (فوك، ألكالا، هلو وفيه فأر، دوماس حياة العرب ص430 وفيه فأر).
  • ونفس اختلاف المعنى نجده في كلمة طَوْبنار (انظر الكلمة).
  • طَوْبيِن (من الأسبانية topo وجمعها طوابين): خلدِ: فأرة عمياء (فوك).
  • طَوْبنار: خِلد، فأرة عمياء وفيه tapo وجمعها طوبنارات
  • طَوْبْنار: قرقذون. جرذ سنجابي (بالفرسية Loir ويصطلح عليه باسم الزغبة)، وهو نوع من الجرذ أو الفأر. (ألكالا) وقد ذكر الحبر اليهودي أبو الوليد بن جناح (990-1050م*) في كتاب أصول العبرية (ص796) هذه الكلمة تفسيراً للكلمة العبرية تنشمت תִּנְשֶׁמֶת فقال: "دويبة كثيرة التنافس. وهي التي نسميها نحن الطوبنار". ولعلها لفظة هجينة (أي مؤلفة من لغتين) وهي مؤلفة من اللفظة الأسبانية topo ومن اللفظة العربية النار، وتعني سمندل وهي هامة تستطيع الحياة في النار.
وتنشمت الذي ذكره واحد من ثمانية حيوانات غير طاهرة جاء ذكرها في التوراة ولا يعلم حقيقته وقيل أنه من الطيور كما قيل أنه من السحالي كالحرباء أو حيوان منقرض من بيئته.
والقول أن المراد بطوبنار هو السمندل يبدو مجرد تأويل من رينهارت ولا يمنع أن يكون ما أراده أبو الوليد جنسا من القوارض أو نحوها وإن كان كثيرا ما يترجم إلى الحرباء: "وَهذَا هُوَ النَّجِسُ لَكُمْ مِنَ الدَّبِيبِ الَّذِي يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ: اِبْنُ عِرْسٍ وَالْفَأْرُ وَالضَّبُّ عَلَى أَجْنَاسِهِ، وَالْحِرْذَوْنُ وَالْوَرَلُ وَالْوَزَغَةُ وَالْعِظَايَةُ وَالْحِرْبَاءُ." [سفر اللاويين 11:29-30]

الثلاثاء، 8 يناير 2019

أسماء مصرية وعربية من أصل فارسي وتركي

مصر بلد امتزجت فيه الثقافات وتبلبلت فيه اللغات لتترك أثرا شاهدا عليها. ومن جملة هذا الأثر أسماء الأعلام، فبعد العربية تعتبر الأسماء التركية والفارسية الأكثر شيوعا نحو: شاهيناز وصافيناز وشيريهان وماهيتاب ونورهان ونيرمين وباكينام وباهيناز وشاهينار ومهريمار وورد شاه وورد شان وشاهنده ودَراز وشكيب وأصلان ورسلان وإنجي وسفين ... إلخ.

إلى جانب أسماء عربية الأصل آخرها تاء مربوطة تحولت إلى الفارسية فصار آخرها تاء مفتوحة من قبيل: قِسمت، وحكمت، ودولت. ثم دخلت هذه الألفاظ معجم اللغة التركية العثمانية بصورتها المفرّسة كألفاظ بمعناها وكأسماء أعلام في آن واحد، مثل: عِزّت ونصرت وصفوت وشوكت وصفوت ورأفت وهمت ورفعت وخيرت ومدحت وغيرها.



أصل تسمية يناير والاحتفال به

عاد مؤخرا منشور يتحدث عن أصل الاحتفال بيناير في مواقع التواصل الاجتماعي وهو إن حوى بعض الحقيقة إلا أن فيه من الزيف الشيء الكثير.



أصل اسم يناير

صحيح أن تسمية شهر يناير ارتبطت باسم إله روماني وثني هو يانوس Janus وإليه نسبة الشهر اللاتيني الأول Mensis Ianuarius أو الشهر اليانوسي. والذي انتشر في شتى اللغات العالمية فأعطى العربية يناير والفرنسية اسم Janvier والإنجليزية January وأعطى الأمازيغية ألفاظا أخرى من بينها ينّاير بتشديد النون. وهذا كأكثر أسماء الشهور والأيام الغربية التي تُنسب لآلهتهم الوثنية كمثل مارس إله الحرب الروماني.

ويانوس ليس رب الأرباب في الميثولوجيا الرومانية وإنما هو إله ثانوي يوصف بكونه إله والمداخل والغايات ويُمثّل بوجهين ينظران في اتجاهين متعاكسين، ما أعطاه رمزية عتبة السنة.

أصل الاحتفال به

أما عن حبكة الإثناعشر يوما وأن الرومان كانوا يرتاحون فيه ليحتفلوا باليوم الأخير فهي مجرد خلط ومثله ما أحدثه النصارى في القرن السادس فجعلوا اثناعشر يوما للكريسمس ومولد الرب عندهم، فكان الناس في القرون الوسطى يحتفلون فيها ويستريحون من العمل.

ولا أحسب أن بين الأمر سوى صدفة، إلى أن تتبين المصادر التاريخية لهذا الاحتفال في شمال إفريقيا.

فيناير هو اليوم الأول للسنة عند الرومان وليس الثالث عشر، ذلك أن التقويم الروماني والأمازيغي هو تقويم يولياني تم استبداله بالتقويم الغريغوري الحديث، وهو تقويم شمسي آخر معدل وضع كي يكون أكثر دقة وتوافق مع السنوات الكبيسة والفارق بين التقويمين في هذه الحقبة هو تقريبا ثلاثة عشر يوم.

وسكان شمال إفريقيا لا يحتفلون فقط بأول السنة استفتاحا بخير جديد وإنما لهم احتفالات كثيرة ترتبط بالفصول مثل احتفال أول الربيع والحصاد وغيرها وهو ما أعطى التقويم القديم طابع التقويم الفلاحي.

وعلى المسلم أن يحتاط لدينه وما يغرسه في أبنائه ولا يحتفل بهذه الأعياد كافة سواء المولد النبوي أو الكريسمس أو النيروز أو الفالنتاين أو رأس السنة الميلادية أو الهجرية أو الأمازيغية أو غيرها من الأعياد الكثيرة التي لم يأت بها الدين فتصرف المسلمين عن فرحة أعيادهم الحقيقية التي سنها لهم ربهم: فرحة عيد الفطر بعد رمضان وعيد الأضحى اقتداء بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.

والله أعلى وأعلم.

السبت، 5 يناير 2019

شرط المجاهر على هبرة

يقال في الأمثال الجزائرية: "شرط المجاهر" أو "شرط المجاهر على هبرة". 

والمجاهر وهبرة قبيلتان في غرب الجزائر كانتا في خصام دائم لمتاخمة أراضيهم، فقامت حرب بينهما انتصرت فيها المجاهر على هبرة، فاشترط الغالب على المغلوب للمصالحة شروطا بالغوا فيها حتى ضرب بها المثل، ويذكر في كل اتفاق تكون شروط أحد الطرفين جد تعسفية.
من كتاب الأمثال الشعبية الجزائرية [ بالأمثال يتضح المقال ] من تأليف قادة بوتارن (1907-.1996م) وترجمة وتحقيق الأستاذ عبد الرحمن حاج صالح.


الثلاثاء، 1 يناير 2019

أصل كلمة أرجوز / قرقوز / كاراكوز

القراقوز أو الأراجوز: دمى هزلية تروى على لسانها حكايات ساخرة؛ تُنسب إلى إلى أحد أشهر شخصيتيّن في مسرحياتها هما قراقوز Karagöz أميّ من العوام والحاج عِوض Hacivat مثقف من الطبقة الراقية.