‏إظهار الرسائل ذات التسميات أندلس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أندلس. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 11 يناير 2019

أصل كلمة طوبة

  يرجع أصل كلمة طوبّة إلى اللغات اللاتينية topa، وهي من الكلمات التي ذكرتها المعاجم الأندلسية[1][2] بمعنى الجرذ أو الفأر مخالفة بذلك أصل المعنى اللاتيني المشهور لـ talpa وهو الخُلد (أو الفأرة العمياء) وهو في الإسبانية topo والفرنسية taupe. في حين نجد الإيطالية تمايز بين المعنيين مما يدلّ على قدم هذا التداخل فتسمي الخلد talpa والفأر أو الجرذ topo. وهو ما قد يؤكده أيضا أن ترجمة talpa جاءت القرن الثالث عشر[2] بمعنى يربوع وبمعنى طَوْبين (خُلد).





[1] المعجم العربي-القشتالي لـ پـيـدرو القلعاوي معجم  في بداية القرن السادس عشر (تحت مدخل rata و mur).
[2] معجم schiaparelli شياباريلي (1874م) العربي-اللاتيني والذي ترجع أصل مخطوطاته إلى القرن الثالث عشر (تحت مدخل طوبة / Mus).



وتحورت في اللهجات المغاربية المعاصرة إلى طُبّة أو بفك إدغامها وقلبها إلى طومبة أو طونبة.

ويبدو أن الكلمة الأندلسية كانت تنطق بالباء مثلما هي اليوم في البلاد المغاربية وبالـ /p/ على ما نقله بيدرو (taupa). ودخول هذه الألفاظ إلى الأندلس يبدو قديما. ويبدو أن الأندلسيين حافظوا على معنى الخلد في هذا الأصل ولكن بألفاظ أخرى هي طابية (ج. طوابي) وطوبين وطوبنار كما استعمل هذا الأخير للدلالة على نوع آخر من القوارض هو الزغبة loir.

جاء عند رينهارت دوزي في تكلمة المعاجم (ترجمة للنص الفرنسي الأصلي):
  • طوْبَة: هي الكلمة الأسبانية Topo التي تعني بالأسبانية: خلد، فأرة عمياء. غير أن طوبة عند العرب ويكتبها الكالا بـ /p/ تعني: جرذ أو فأر (فوك، ألكالا، هلو وفيه فأر، دوماس حياة العرب ص430 وفيه فأر).
  • ونفس اختلاف المعنى نجده في كلمة طَوْبنار (انظر الكلمة).
  • طَوْبيِن (من الأسبانية topo وجمعها طوابين): خلدِ: فأرة عمياء (فوك).
  • طَوْبنار: خِلد، فأرة عمياء وفيه tapo وجمعها طوبنارات
  • طَوْبْنار: قرقذون. جرذ سنجابي (بالفرسية Loir ويصطلح عليه باسم الزغبة)، وهو نوع من الجرذ أو الفأر. (ألكالا) وقد ذكر الحبر اليهودي أبو الوليد بن جناح (990-1050م*) في كتاب أصول العبرية (ص796) هذه الكلمة تفسيراً للكلمة العبرية تنشمت תִּנְשֶׁמֶת فقال: "دويبة كثيرة التنافس. وهي التي نسميها نحن الطوبنار". ولعلها لفظة هجينة (أي مؤلفة من لغتين) وهي مؤلفة من اللفظة الأسبانية topo ومن اللفظة العربية النار، وتعني سمندل وهي هامة تستطيع الحياة في النار.
وتنشمت الذي ذكره واحد من ثمانية حيوانات غير طاهرة جاء ذكرها في التوراة ولا يعلم حقيقته وقيل أنه من الطيور كما قيل أنه من السحالي كالحرباء أو حيوان منقرض من بيئته.
والقول أن المراد بطوبنار هو السمندل يبدو مجرد تأويل من رينهارت ولا يمنع أن يكون ما أراده أبو الوليد جنسا من القوارض أو نحوها وإن كان كثيرا ما يترجم إلى الحرباء: "وَهذَا هُوَ النَّجِسُ لَكُمْ مِنَ الدَّبِيبِ الَّذِي يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ: اِبْنُ عِرْسٍ وَالْفَأْرُ وَالضَّبُّ عَلَى أَجْنَاسِهِ، وَالْحِرْذَوْنُ وَالْوَرَلُ وَالْوَزَغَةُ وَالْعِظَايَةُ وَالْحِرْبَاءُ." [سفر اللاويين 11:29-30]

الاثنين، 19 نوفمبر 2018

أصل كلمة سكرفاج / إسكلفاج


يستعمل المغاربة كلمة سْكَرفاج لمِبشرة الطعام. وهي كلمة قديمة التوثيق في المصادر العربية المغاربية والأندلسية ونجدها تطورت بألفاظ ودلالات متقاربة مثل: إِسْكِلْفاج[1]، إسْكِرْفاج[2]، أَسْكَرافج[3]، سقرفاج[4].





ويبدو أن دلالاتها الأولى كانت نوعا من المبارد المدببة. جاء في كتاب اصطلاحات الطب القديم، للدكتور زكور: "إسكلفاج: آلة تنتهي براس مدور تسمى خشنة الرأس Rasp head، كالمبرد محبب ذو نقط ناتئة بدل الخطوط.".[5]

لا نعرف أصل هذه الكلمة على وجه اليقين لكن بنيتها ليست عربية، وقد اقترح شاننج[6] في تعليقه على كتاب الجراحة لأبي القاسم خلف الزهراوي (ت 404هـ / 1013م) أنها من اللاتينية Scolopax وهو جنس من الطيور، لكن المعاجم اليونانية واللاتينية لا تذكر لها معنى غير ذلك، ومن الممكن أنها أصبحت اسما للآلة كما يذكر دوزي[7].

جاء في كتاب الذخيرة في محاسن أهل جزيرة الأندلس لابن بسام الشنتريني الأندلسي (ت 542هـ) في خبره عن الوزير أبي جعفر أحمد بن عباس:
وحكي عنه أنه نزل في بعض سفره منزلا، واستدعى ماء لغسل رجليه، إثر خلعه لخفيه، فقدم إليه رب المنزل الماء، وكانت عليه جبة أسماط، فمر أسفلها بقدم أحمد فتألم وتأوه لخروشتها، وكأن شيئا لدغه، وقال: ابعدا يا هذا فقد بردت رجلي بجبتك، إنما هي اسكلفاج وليست بساج! فخجل الرجل وأخذ في طرف من الاعتذار.[8]

كما نجد مادة أندلسية قريبة من هذه ولعلها تشكلت منها هي كرفج:
مكرفج: مغطى بالشوك كالقنفذ.[3]





مراجع:

[1] كتاب الجراحة لأبي القاسم خلف الزهراوي : ت 404هـ / 1013م
[2] المعجم العربي اللاتيني الذي عمل على مخطوطاته شياباريلي  Vocabulisata in arabico pubblic.
[3] المعجم العربي-القشتالي لـ پـيـدرو القلعاوي.
[4] Roland de Bussy, L’idiome d’Alger 1847 ذكرها بمعنى مبشر السكر
[5] اصطلاحات الطب القديم، د. محمد ياسر زكور.
[6] John Channing, Abu al-Qasim Al-Zahrawi the Great Surgeon.
[7] Reinhart Pieter Anne Dozy, Supplément aux dictionnaires arabes.
[8] الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، الجزء الثاني طبعة 1978 من الدار العربية للكتاب، الجزء الثاني الصفحة 669 من ترقيم الشاملة.

الجمعة، 3 أغسطس 2018

أصل كلمة Artichoke و Artichaut

كلمة اليوم دخلت إسبانيا في القرون الوسطى لتعطي اللغات الأوروبية مسمى الخرشوف أو الخرشف بنوعية مستحدثة من الشمال الإفريقي على ما يُعتقد.[1]


العجيب بخصوص Artichoke، أنها تشابه أيضا كلمة "أرضي شوكي" أو "أرد شوكة" في بعض المعاجم الاستشراقية الحديثة مما جعلها فرضية لنشوء الكلمات الأوروبية[2]، لكن اللفظة العربية حديثة وغير موثّقة على عكس كلمة خرشف[3] مما دفع بكثير من الباحثين[4] إلى القول أنها مجرد تعريب لكلمة "أرتي شوك" الأوروبية والتي ترجع بالأصل إلى العربية خرشف. وفي ذلك يقول القس طوبيا العنيسي في كتابه تفسير الالفاظ الدخيلة: (عامية وهو أسخف وأسمج وأركُّ تعبير عُرف حتى الآن).[5]