السبت، 16 فبراير 2019

أصل كلمة بندير

من أسماء الدف في اللهجات المغاربية البَنْدير، وهو مسمى أندلسي[1] ويسمى في إسبانيا pandero pandera pandereta وفي البرتغال: pandeiro. ويعتقد أن أصله يرجع إلى اللاتينية pandōrium من الإغريقية Pandura آلة وترية إغريقية قديمة بثلاثة خيوط لا يعلم أصلها على وجه الدقة وكان يعتقد قديما أنها مرتبطة بـ بان Pan إله وثني إغريقي يختص بالرعي والموسيقى الرعوية.

Etymology of Maghrebi Bandir



أصل كلمة زيّر - زبط

يقال في اللهجات المغاربية: زَيّر بمعنى ضيّق وضغط أو شدّ وثاق الشيء وأحكمه. وأصلها في الفصيح ما جاء في المعاجم نحو ما ذكره ابن سيده (458 هـ) في المحكم قولهم: "زَيَّر الدابةَ: إذا جَعَلَ الزِّيارَ فِي حَنَكِهَا" ويقول: "والزِّيَارُ: شِنَاقٌ (أي حبل) يَشُدُّ به البَيْطَارُ جَحْفَلَةَ الدَّابَّةِ، وهو أيضاً: شِنَاقٌ يُشَدُّ به الرَّحْلُ إلى صُدْرَةِ البَعِيرِ، كاللَّببِ"

معنى كلمة مزيّر زيّر

وزيار البيطار خيط بخشبة أو خشبتين يضغط بهما البيطار جحفلة الدابة لتذلّ ويتمكن من تطبيبها (الجحفلة بمثابة الشفة للإنسان). [أساس البلاغة للزمخشري ومحيط المحيط]. وعند اللسان: الزِّيارُ: شيء يجعل في فم الدابة إِذا استصعبت لَتَنْقادَ وتَذِلَّ.
يقول الجوهري: "والزيار: ما يزير به البَيْطارُ الدَابَّةَ، أي يَلوي به جَحْفَلَتَهُ. قال أبو عمرو: الزِوارُ: حبل يُجْعل بين التصدير والحَقَبِ، والجمع أزورة."

فالزِيار أو الزِوار حبل يُشدّ به على ظهر الدابة ونحوها. وربما قُيّد به الأسير أيضا.

وهذا كمثل ما جاء في النهاية في غريب الحديث والأثر في رواية الدجّال: (رَآهُ مُكبَّلاً بالحَديد بأَزْوِرَة). قَالَ ابنُ الأَثِير: "هِيَ جمعُ زِوَارٍ وزِيَارٍ: وَهُوَ حَبلٌ يُجْعل بَيْنَ التَّصْدير والحَقَب. وَالْمَعْنَى أَنَّهُ جُمِعَت يدَاه إِلَى صَدْره وشُدَّت. ومَوضِع بِأَزْوِرَة النصبُ، كَأَنَّهُ قَالَ مُكبَّلا مُزَوَّراً".

وقد ذكر بطرس البستان في محيط المحيط (1870م) ما أسلفنا عن زيّر وزِيار وذكر أن "العامة تستعمل كليهما للشد والضغط مطلقا". وفي مصر لبسة مشهورة ساترة لخروج النسوة تسمى التزيّيرة. ولا أدري إن كانت متربطة بهذه الأخيرة.

ومثلما قالوا مزيّر للشيء المشدود يقال مزبوط (مثل: سروال مزبوط) وهذه الأخير ربما أُخذت عن العثمانيين وأصلها عربي من ضبط.

زبط في اللهجة الجزائرية
Ben Cheneb, Mots turcs et persans conservés dans le parler algérien (1922).

الخميس، 14 فبراير 2019

معنى جعر

فعل جَعَر من الكلمات النادرة اليوم، ويرى رينهارت دوزي أنها تحوّر عن جأر (صاح وتضرّع). وأعرفها بمعنيان في الجزائر:
  • الأول إصدار صوت من أصوات البهائم نحو ثغاء الخراف[Hélot] أو نهيق الحمار (أو عواء الكلب الحزين[للتأكيد]) وغيرها.
  • والثاني بمعنى جزِع وارتعب (فجأةً) [قبائلية]. وهذا قريب من تفسير قتادة قوله تعالى: (إِذا هُمْ يَجأَرُون) قال: إِذا هم يَجْزعُون.

الاثنين، 11 فبراير 2019

أصل كلمة سبّورة

جاء في العباب الزاخر للصغاني [سبر]: "السَبُّورة والسفُّورة -كتَنُّومَة- جريدة يُكتب عليها، فإذا استغنوا عن المكتوب محوه، وهما مُعرّبتان، وفي حديث سَلْم العلوي: رأيت أبانا يكتب عند أنس- رضي الله عنه- في سَبُّورة".

وفي النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير(1233–1160م): "(لا بأس أن يصلي الرجل وفي كمه سبورة) قيل هي الألواح من الساج يكتب فيها التذاكر".

أصل كلمة الخليع

لم يعرف أجدادنا الثلاجات الحديثة، فكان إذا وقع في يدهم لحم (كلحم العيد) جعلوها شرائح رفيعة على شكل شرائط ثم ملّحوها وربما تبّلوها ونقعوها ثم يجفّفونها في مكان مهوّى ومشمّس. ويسمونه بالقدّيد أو الخليع ويسمون الكسرة التي تُحشى بهذا اللحم بالمخلعة.


وأصله من الخَلْع، يقول الزمخشري (467 - 538 هـ) في أساس البلاغة: "وشواء مُخَلَّع: خلعت عظامه. والخلع: اللحم تخلع عظامه ثم يطبخ ويبزّر (أي يتبّل).

وجاء في معجم العين (ق. 2هـ): "والخَلَعُ: القديدُ يُشْوَى فَيُجْعلُ في وعاء بإهالَتِه.". وعند الجوهري (ت 393 هـ) في تاج اللغة: "والخلع: لحم يُطْبَخُ بالتوابل ثم يُجْعَلُ في القَرْفِ" والقرف وعاءٌ من جِلْد، ويُتَزَوَّدُ به في الأَسفار.

وفي شمس العلوم لنشوان بن سعيد الحميري (ت 573هـ) "الخَلْع: لحم يقطع قطعًا صغارًا ويقلى مع الشحم حتى يجف ثم يجعل في إِناء فيجمد." وهذا نحو ما يمارس في المغرب الأقصى.

ونقل الزبيدي (ق. 12هـ) في تاج العروس: "وِالخَلِيعُ اللَّحْمُ تُخْلَعُ عِظَامُهُ ويُبَرَّرُ ويرفع". ونقل أيضا بلفظ "الخَوْلَعُ: اللَّحْمُ يُغْلَى بِالْخَلِّ ثُمَّ يُحْمَلُ فِي الأَسْفار." كما في تهذيب اللغة للأزهري (370هـ).


ماذا عنكم، كيف تسمون اللحم المقّدد وكيف تحضّرونه؟

السبت، 9 فبراير 2019

أصل كلمة سيفط في الدارجة المغربية

يشيع في دارجة المغرب الأقصى استعمال سيفط أو صيفط بمعنى بعث أو أرسل، وهي فيما يبدو كلمة أمازيغية الأصل[1] من ssifeḍ / sifeḍ وتنطق بالضاد والطاء بمعنى أرسل أو طرد في أمازيغية المغرب وموريتانيا وغرب الجزائر وهي من afeḍ بمعنى المغادرة والاختفاء والتوديع. في حين يستعمل أمازيغ ورقلة ssifeṭ وطوارق الهقار sûfeḍ بمعنى توصيل الشخص ومرافقته حتى يغادر.

ويرى المعجمي حدّادو[3] أن معنى التنظيف والمسح والتخلص من الشوائب في لفظة esfeḍ المستعملة عند أكثر الأمازيغ يرجع إلى نفس جذر afeḍ بمعنى المغادرة والاختفاء.


مراجع

[1] Kamal Naït-Zerrad. Dictionnaire des racines berbères: formes attestées. volume 3. p.531.
مستخدمة في وسط المغرب والشلحة والريف وصنهاجية السراير وصنهاجية موريتانيا وبني سنوس في غرب الجزائر.
[2] Mohand Akli Haddadou. Dictionnaire des racines berbères communes. P54.
[3] Mohand Akli Haddadou. Vocabulaire berbère commun.
"Les noms des deux objets dérivent de verbes largement attestés : esfeḍ « nettoyer » (To, Ghd,WRg, Mzb, MC, Chl, R, K), forme dérivée à rapporter au verbe afeḍ « s’en aller, disparaître » (MC) et efreḍ « balayer » (To, Wrg, Mzb, R, K)."

الخميس، 7 فبراير 2019

محاولة تأثيلية في أصل مارية واشتقاقها

لن أتطرّق إلى اسم مارية المشتقّ[1] من اسم مَريَم بالأرامية أو مِريَم في العبرية، وإنما المراد بموضوع اليوم ما ذكرته المعاجم العربية في معاني مارية وهو ما يلخّصه ابن سيده الأندلسي (398-458هـ) في معجمه المحكم [م ر ي]
  • "والمارِيَّةُ من القَطَا المَلْساءُ.
  • وامْرَأَةٌ مارِيَة بَيْضاءُ بَرّاقَةٌ قال الأصمعي لا أعلم أَحدًا أَتَى بهذه اللَّفْظَةِ إِلا ابْنَ أَحَمَرَ ولَها أَخَواتٌ وقد تَقَدَّمَتْ.
  • والمارِيُّ وَلَدُ البَقَرَةِ الأَبْيَضُ الأَمْلَسُ.
  • والمُمْرِيَةُ من البَقَرِ التي لَها وَلَدٌ مارِيٌّ والــمارِيَّةُ البَقَرَةُ الوَحْشِيَّة"
ولعل المراد هنا بالبقر الوحشي الأبيض هو نوع من الضباء الصحراوية، قريب الوصف من المها العربية البيضاء.

البقر الوحشي