يقال في اللهجات المغاربية: زَيّر بمعنى ضيّق وضغط أو شدّ وثاق الشيء وأحكمه. وأصلها في الفصيح ما جاء في المعاجم نحو ما ذكره ابن سيده (458 هـ) في المحكم قولهم: "زَيَّر الدابةَ: إذا جَعَلَ الزِّيارَ فِي حَنَكِهَا" ويقول: "والزِّيَارُ: شِنَاقٌ (أي حبل) يَشُدُّ به البَيْطَارُ جَحْفَلَةَ الدَّابَّةِ، وهو أيضاً: شِنَاقٌ يُشَدُّ به الرَّحْلُ إلى صُدْرَةِ البَعِيرِ، كاللَّببِ"
وزيار البيطار خيط بخشبة أو خشبتين يضغط بهما البيطار جحفلة الدابة لتذلّ ويتمكن من تطبيبها (الجحفلة بمثابة الشفة للإنسان). [أساس البلاغة للزمخشري ومحيط المحيط]. وعند اللسان: الزِّيارُ: شيء يجعل في فم الدابة إِذا استصعبت لَتَنْقادَ وتَذِلَّ.
يقول الجوهري: "والزيار: ما يزير به البَيْطارُ الدَابَّةَ، أي يَلوي به جَحْفَلَتَهُ. قال أبو عمرو: الزِوارُ: حبل يُجْعل بين التصدير والحَقَبِ، والجمع أزورة."
فالزِيار أو الزِوار حبل يُشدّ به على ظهر الدابة ونحوها. وربما قُيّد به الأسير أيضا.
وهذا كمثل ما جاء في النهاية في غريب الحديث والأثر في رواية الدجّال: (رَآهُ مُكبَّلاً بالحَديد بأَزْوِرَة). قَالَ ابنُ الأَثِير: "هِيَ جمعُ زِوَارٍ وزِيَارٍ: وَهُوَ حَبلٌ يُجْعل بَيْنَ التَّصْدير والحَقَب. وَالْمَعْنَى أَنَّهُ جُمِعَت يدَاه إِلَى صَدْره وشُدَّت. ومَوضِع بِأَزْوِرَة النصبُ، كَأَنَّهُ قَالَ مُكبَّلا مُزَوَّراً".
وقد ذكر بطرس البستان في محيط المحيط (1870م) ما أسلفنا عن زيّر وزِيار وذكر أن "العامة تستعمل كليهما للشد والضغط مطلقا". وفي مصر لبسة مشهورة ساترة لخروج النسوة تسمى التزيّيرة. ولا أدري إن كانت متربطة بهذه الأخيرة.
ومثلما قالوا مزيّر للشيء المشدود يقال مزبوط (مثل: سروال مزبوط) وهذه الأخير ربما أُخذت عن العثمانيين وأصلها عربي من ضبط.
Ben Cheneb, Mots turcs et persans conservés dans le parler algérien (1922). |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق