الأربعاء، 27 فبراير 2019

أصل تسمية المسك

موضوع اليوم عن المسك ذاك الطيب الذي عبر الأمصار وتغنّى به الشعراء، جاء في تاج اللغة للجوهري (ت 393 هـ): "والمِسْكُ من الطيبِ فارسيٌّ معرَّب، وكانت العرب تسمِّيه المشموم." وفارسيه مُشک ويعتقد أنه من اللغات الهندية نحو السنسكريتية मुष्क موشكا بمعنى خصية أو صفنها، ذلك أن المسك يستخرج من غدّة عطرية خاصة تكون في ذكور نوع من الأيائل الآسيوية.

وكذلك عرفه المتقدمون، يقول ابن سينا (ت 427 هـ) في القانون: «المسك سرّة دابة كالظبي أو هو بعينه ونابان أبيضان معقفان إلى الأنسي كقرنين. أجوده بسبب معدنه التبتي وقيل بل الصيني»

أيل المسك السبيري

وفي ذلك قول المتنبي يمدح كافور الإخشيدي:
فإنْ تَفُقِ الأنامَ وأنْتَ مِنهُمْ ** فإنّ المسكَ بَعضُ دَمِ الغزالِ

كما دخلت هذه الكلمة قديما إلى الإغريقية واللغات الأوروبية نحو الفرنسية Musc والإنجليزية Musk ومنه تسمية البطيخ الأصفر Muskmelon لرائحته الزكية.

ويستخرج المسك من أجناس حيوانات أخرى، لكن الصناعة تعتمد اليوم أساسا على المسك الكيميائي والذي تحاكي صيغته المسك الطبيعي.

والله أعلى وأعلم.



الكلمة السنسكريتية मुष्क موشكا* بمعنى خصية/صفن تُخرّج من تصغير موش بمعنى فأر، وكذلك كلمة muscle بمعنى عضلة من اللاتينية musculus تصغير لموس أي فأر ولعلها من الإغريقية μῦς بمعنى عضلة وكذلك فأر.

هناك من يحمل هذه الدلالة (مثل JPokorny وقاعدة Starling) إلى جذر مشترك في الفرع الهندي الأوروبي، لكن يصعب تصور ثبوت هذه الدلالة كلّ هذا المدة في نفس اللفظة مع قلة الحاجة لهذه المصطلحات قديما، ولعل بعضهم أخذ عن بعض كأن أن يكون اشتراك الدلالة في الفرع السلافي والجرماني والأرميني نسخًا (calque) عن اللاتينية أو المعنى الإغريقي كنوع من الاصطلاح العلمي في القرون المتقدمة وربما تماثلهم في ذلك العربية عَضَل/عُضَل بمعنى جرذ.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق