الاثنين، 11 فبراير 2019

أصل كلمة سبّورة

جاء في العباب الزاخر للصغاني [سبر]: "السَبُّورة والسفُّورة -كتَنُّومَة- جريدة يُكتب عليها، فإذا استغنوا عن المكتوب محوه، وهما مُعرّبتان، وفي حديث سَلْم العلوي: رأيت أبانا يكتب عند أنس- رضي الله عنه- في سَبُّورة".

وفي النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير(1233–1160م): "(لا بأس أن يصلي الرجل وفي كمه سبورة) قيل هي الألواح من الساج يكتب فيها التذاكر".

أصل كلمة الخليع

لم يعرف أجدادنا الثلاجات الحديثة، فكان إذا وقع في يدهم لحم (كلحم العيد) جعلوها شرائح رفيعة على شكل شرائط ثم ملّحوها وربما تبّلوها ونقعوها ثم يجفّفونها في مكان مهوّى ومشمّس. ويسمونه بالقدّيد أو الخليع ويسمون الكسرة التي تُحشى بهذا اللحم بالمخلعة.


وأصله من الخَلْع، يقول الزمخشري (467 - 538 هـ) في أساس البلاغة: "وشواء مُخَلَّع: خلعت عظامه. والخلع: اللحم تخلع عظامه ثم يطبخ ويبزّر (أي يتبّل).

وجاء في معجم العين (ق. 2هـ): "والخَلَعُ: القديدُ يُشْوَى فَيُجْعلُ في وعاء بإهالَتِه.". وعند الجوهري (ت 393 هـ) في تاج اللغة: "والخلع: لحم يُطْبَخُ بالتوابل ثم يُجْعَلُ في القَرْفِ" والقرف وعاءٌ من جِلْد، ويُتَزَوَّدُ به في الأَسفار.

وفي شمس العلوم لنشوان بن سعيد الحميري (ت 573هـ) "الخَلْع: لحم يقطع قطعًا صغارًا ويقلى مع الشحم حتى يجف ثم يجعل في إِناء فيجمد." وهذا نحو ما يمارس في المغرب الأقصى.

ونقل الزبيدي (ق. 12هـ) في تاج العروس: "وِالخَلِيعُ اللَّحْمُ تُخْلَعُ عِظَامُهُ ويُبَرَّرُ ويرفع". ونقل أيضا بلفظ "الخَوْلَعُ: اللَّحْمُ يُغْلَى بِالْخَلِّ ثُمَّ يُحْمَلُ فِي الأَسْفار." كما في تهذيب اللغة للأزهري (370هـ).


ماذا عنكم، كيف تسمون اللحم المقّدد وكيف تحضّرونه؟

السبت، 9 فبراير 2019

أصل كلمة سيفط في الدارجة المغربية

يشيع في دارجة المغرب الأقصى استعمال سيفط أو صيفط بمعنى بعث أو أرسل، وهي فيما يبدو كلمة أمازيغية الأصل[1] من ssifeḍ / sifeḍ وتنطق بالضاد والطاء بمعنى أرسل أو طرد في أمازيغية المغرب وموريتانيا وغرب الجزائر وهي من afeḍ بمعنى المغادرة والاختفاء والتوديع. في حين يستعمل أمازيغ ورقلة ssifeṭ وطوارق الهقار sûfeḍ بمعنى توصيل الشخص ومرافقته حتى يغادر.

ويرى المعجمي حدّادو[3] أن معنى التنظيف والمسح والتخلص من الشوائب في لفظة esfeḍ المستعملة عند أكثر الأمازيغ يرجع إلى نفس جذر afeḍ بمعنى المغادرة والاختفاء.


مراجع

[1] Kamal Naït-Zerrad. Dictionnaire des racines berbères: formes attestées. volume 3. p.531.
مستخدمة في وسط المغرب والشلحة والريف وصنهاجية السراير وصنهاجية موريتانيا وبني سنوس في غرب الجزائر.
[2] Mohand Akli Haddadou. Dictionnaire des racines berbères communes. P54.
[3] Mohand Akli Haddadou. Vocabulaire berbère commun.
"Les noms des deux objets dérivent de verbes largement attestés : esfeḍ « nettoyer » (To, Ghd,WRg, Mzb, MC, Chl, R, K), forme dérivée à rapporter au verbe afeḍ « s’en aller, disparaître » (MC) et efreḍ « balayer » (To, Wrg, Mzb, R, K)."

الخميس، 7 فبراير 2019

محاولة تأثيلية في أصل مارية واشتقاقها

لن أتطرّق إلى اسم مارية المشتقّ[1] من اسم مَريَم بالأرامية أو مِريَم في العبرية، وإنما المراد بموضوع اليوم ما ذكرته المعاجم العربية في معاني مارية وهو ما يلخّصه ابن سيده الأندلسي (398-458هـ) في معجمه المحكم [م ر ي]
  • "والمارِيَّةُ من القَطَا المَلْساءُ.
  • وامْرَأَةٌ مارِيَة بَيْضاءُ بَرّاقَةٌ قال الأصمعي لا أعلم أَحدًا أَتَى بهذه اللَّفْظَةِ إِلا ابْنَ أَحَمَرَ ولَها أَخَواتٌ وقد تَقَدَّمَتْ.
  • والمارِيُّ وَلَدُ البَقَرَةِ الأَبْيَضُ الأَمْلَسُ.
  • والمُمْرِيَةُ من البَقَرِ التي لَها وَلَدٌ مارِيٌّ والــمارِيَّةُ البَقَرَةُ الوَحْشِيَّة"
ولعل المراد هنا بالبقر الوحشي الأبيض هو نوع من الضباء الصحراوية، قريب الوصف من المها العربية البيضاء.

البقر الوحشي


أسماء الجزر في العربية ولهجاتها وأصول ألفاظها

موضوع اليوم عن أسماء الجزر 🥕 في اللهجات العربية مركزين على الجانب المغاربي.

سيتم تحديث الخريطة مع تقدّم المعطيات إن شاء الله

بين الشهية والشاهية

الأصل أن يقال "شهوة الطعام". أما شهيّة فمؤنّث شهيّ أي لذيذ أما الشهيّة بمعنى شهوة ورغبة الطعام فهي مولّدة عامية أقرّها مجمع القاهرة لشيوعها بين مثقفي المشارقة، لتدخل بذلك المعاجم الحديثة وعلى رأسها الوسيط.


فصاح العامّة الفصاح في العاميّة الجزائريّة - هشام النحاس

مقال لهشام النحّاس صاحب كتاب معجم فصاح العامية

التمهيد:‏ 
على مطاوي الطريق المتوجه بنا نحو هدف الوحدة اللسانية والفكرية للعرب كافة، لا مناص لنا من أن نحاول التدقيق فيما يسقط من العبارات الدارجة على ألسنة العامة، والتي لابد لها من أن تتراجع أمام الثقافة وتسقط حين تطغى عليها الفصحى التي هي لغة العلم والحضارة والفكر، والفصحى هي المفهومة والدارجة بين المثقفين العرب جميعاً، وذلك على نقيض العاميات ذوات الفروع المتخالفة التي لا تتفق إلا في افتقارها إلى لغة العلوم والثقافات ولذلك فهي آيلة إلى السقوط أمام انتشار فتوحات المعرفة..‏