الاثنين، 19 نوفمبر 2018

أصل كلمة سكرفاج / إسكلفاج


يستعمل المغاربة كلمة سْكَرفاج لمِبشرة الطعام. وهي كلمة قديمة التوثيق في المصادر العربية المغاربية والأندلسية ونجدها تطورت بألفاظ ودلالات متقاربة مثل: إِسْكِلْفاج[1]، إسْكِرْفاج[2]، أَسْكَرافج[3]، سقرفاج[4].





ويبدو أن دلالاتها الأولى كانت نوعا من المبارد المدببة. جاء في كتاب اصطلاحات الطب القديم، للدكتور زكور: "إسكلفاج: آلة تنتهي براس مدور تسمى خشنة الرأس Rasp head، كالمبرد محبب ذو نقط ناتئة بدل الخطوط.".[5]

لا نعرف أصل هذه الكلمة على وجه اليقين لكن بنيتها ليست عربية، وقد اقترح شاننج[6] في تعليقه على كتاب الجراحة لأبي القاسم خلف الزهراوي (ت 404هـ / 1013م) أنها من اللاتينية Scolopax وهو جنس من الطيور، لكن المعاجم اليونانية واللاتينية لا تذكر لها معنى غير ذلك، ومن الممكن أنها أصبحت اسما للآلة كما يذكر دوزي[7].

جاء في كتاب الذخيرة في محاسن أهل جزيرة الأندلس لابن بسام الشنتريني الأندلسي (ت 542هـ) في خبره عن الوزير أبي جعفر أحمد بن عباس:
وحكي عنه أنه نزل في بعض سفره منزلا، واستدعى ماء لغسل رجليه، إثر خلعه لخفيه، فقدم إليه رب المنزل الماء، وكانت عليه جبة أسماط، فمر أسفلها بقدم أحمد فتألم وتأوه لخروشتها، وكأن شيئا لدغه، وقال: ابعدا يا هذا فقد بردت رجلي بجبتك، إنما هي اسكلفاج وليست بساج! فخجل الرجل وأخذ في طرف من الاعتذار.[8]

كما نجد مادة أندلسية قريبة من هذه ولعلها تشكلت منها هي كرفج:
مكرفج: مغطى بالشوك كالقنفذ.[3]





مراجع:

[1] كتاب الجراحة لأبي القاسم خلف الزهراوي : ت 404هـ / 1013م
[2] المعجم العربي اللاتيني الذي عمل على مخطوطاته شياباريلي  Vocabulisata in arabico pubblic.
[3] المعجم العربي-القشتالي لـ پـيـدرو القلعاوي.
[4] Roland de Bussy, L’idiome d’Alger 1847 ذكرها بمعنى مبشر السكر
[5] اصطلاحات الطب القديم، د. محمد ياسر زكور.
[6] John Channing, Abu al-Qasim Al-Zahrawi the Great Surgeon.
[7] Reinhart Pieter Anne Dozy, Supplément aux dictionnaires arabes.
[8] الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، الجزء الثاني طبعة 1978 من الدار العربية للكتاب، الجزء الثاني الصفحة 669 من ترقيم الشاملة.

الأحد، 18 نوفمبر 2018

أصل كلمة لويز

لعل كثيرا منا سمع عن اللْوِيز للدلالة عن قطع ثمينة ✨ لم يرها من قبل، وفي حقيقة الأمر فإن اللويز أو Louis d'or ما هي إلا عملة ذهبية فرنسية 🇫🇷 تنسب إلى ملوكها المنقوشين عليها والمتسمين باسم: لويس Louis 👑، اشتهر سكّها من القرن السابع عشر إلى التاسع عشر.

تجدون في الصورة مثالا لعملة مسكوكة سنة 1789 من لويس السادس عشر.





وقد تم لاحقا سكّ عملة ذهبية جديدة 💰 بوجه نابوليون الثالث حتى القرن العشرين بقمية عشرة ثم عشرين فرنك إلا أن الناس واصلت مناداتها Louis d'or أو اللويز.


الجمعة، 16 نوفمبر 2018

أصل كلمة مسيد

قبل اشتهار مصطلحات المدارس النظامية الحديثة كانت تسمى في كثير من المناطق بالمْسِيد. وأصله كما ذكر أبو حفص الصقلي (ت 501هـ) في تثقيف اللسان: (ومن ذلك قولهم للمسجد: مسيد، حكاه غير واحد [من أهل اللغة]، إلا أن [بعض] العامة يكسرون الميم، والصواب: فتحها). أما المغاربة اليوم فعلى نموذجها الصرفي يسكنون أوله ويقصدون به الكُتّاب (أي المدرسة) الملحق بالمسجد. كما يستعمل السودانيون لفظة "مَسيد" للدلالة على الزوايا الصوفية.


وقد أشار إلى هذا المعنى المغاربي الزبيدي (ت 1205 هـ) في تاج العروس، فذكر أن المَسِيد لغة فِي المَسْجِد بلغة أهل مصر، أما بلغة المغرب فهو المكتب أو الكُتّاب.

وقد حلّت لفظة ليكول (من الفرنسية l'école) وكوليج (collège) في أكثر الحواضر محلّ التسميات المحلية مع انطلاق نموذج التعليم النظامي في الفترة الفرنسية.


الأربعاء، 7 نوفمبر 2018

الفاء والقاف المثلثة

اختلافا طفيفا بين الأمصار، وأبرزها اختلاف المشرق مع المغرب، فالمغاربة مثلا كانوا ينقطون القاف نقطة واحدة من أعلى والفاء نقطة واحدة من أسفل. نتج عن هذا الأخير الفاء المثلثة المنقوطة من أسفل.

  • الفاء المشرقية المثلّثة ڤ تنطق /v/
  • القاف المغربية المثلّثة ڨ تنطق /g/
  • الفاء المغربية المثلّثة ڥ تنطق /v/


V and G sounds in Arabic letters


يبقى هذا الأمر في حدود العربية لأن اللغات الأخرى لها ضبطها الخاص أيضا.

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018

أصل كلمة قازوز / غازوز

يرجع أصل كلمة ڨزوز أو ڨازوز 🥃 [gazūz] إلى الفرنسية 🇫🇷 gazeuse بمعنى غازية نسبة للمياه الغازية (Eau gazeuse) والتي اشتهر تصنيعها في نهاية القرن الثامن عشر لتتطور تدريجيا وتأخذ دور المشروبات الغازية الحديثة (Boissons gazeuses) 🥤.

استعملت كذلك لفظة غزوز/غازوز في اللغة العثمانية (بالتركية الحديثة 🇹🇷: gazoz)، وهذا الاستعمال العثماني إن كان سابقا للنفوذ الفرنسي المباشر فإنه سيكون الأصل الوسيط لدخول هذه الكلمة الفرنسية إلى اللهجات المغاربية.

من قاموس الدراري اللامعات فى منتخبات اللغات: عثماني-عربي 1900م

وعلى كلٍ فإن كلمة ڨازوزا gasosa شائعة أيضا في جنوب أوروبا ونجدها في لغات إيطالية وإسبانية وبرتغالية وغيرها.


وللعلم فإن الكلمة متداولة أيضا في المشرق بشكل ڨازوزا للتعبير عن المشروب أو قارورة المشروب، بل وحتى كلمة گزازة / إزازة بمعنى زجاج قد تكون من هذه الكلمة الفرنسية.

الجمعة، 26 أكتوبر 2018

أسماء حلويات مغاربية اشتهرت عن العثمانيين

عرف المطبخ التركي ازدهارا كبيرا نتيجة مركزيته الجغرافية والثقافية ليشمل ولاياته في المشرق والمغرب. نتناول اليوم ثلاث حلويات شهيرة جدا في الشمال الإفريقي.

  • أولها البقلاوة
  • ثم قرن الغزال أو ما يُسمى أيضا محليا تشاراك وهي تركية من أصل فارسي تعني ربع ولعل المقصود منها ربع القمر أو الهلال.
  • وحلوى طحينية السمسم وتسمى محلية بـ "حلوة الترك" أو الشامية.


فهل تعرفون أسماء حلويات أخرى اشتهرت مسمياتها من التركية؟

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018

أصل كلمة نكوة

تستعمل في مناطق مختلفة من الجزائر (مناطق الوسط والغرب خاصة) لفظة النَكْوَة للدلالة على اللقب العائلي أو الوثائق الدالة على الهوية (مثل بطاقة التعريف أو شهادة الميلاد).
أصل كلمة نكوة والفرضيات الشعبية التي حولها

الكلمة أشهر عند كبار السن وأقل استعمالا اليوم عند الأجيال الحديثة.وقد نسجت العامة قصصا شعبية لتفسّر هذه اللفظة الغريبة (Folk etymology)، مثل:
  • كونها من تركيب فرنسي ركيك نحو nom quoi أو né quoi. استعملها الفرنسيون لسؤال عوام الشعب عن اسمهم أو وثائقهم.
  • أنها مرتبطة بالأمازيغية nek بمعنى أنا، ويخرّجونها علة تركيب آخر هو Nek-wa بمعني هذا أنا.
والحقيقة أن المتمعن سيجد شبهها بالعربية نكوة بل وسيجد أن المغاربة مثل المغرب الأقصى يستعملون لفظة كَنوة وكنية. ويقولون "اشنو كنيتك" يعني ما اسمك العائلي؟

والكنية والكنوة ألفاظ فصيحة نقلتها معاجم العربية المتقدمة، جاء في اللسان: "وكُنيةُ فلان أَبو فلان، وكذلك كِنْيَتُه أَي الذي يُكْنَى به، وكُنْوة فلان أَبو فلان، وكذلك كِنْوته؛ كلاهما عن اللحياني. وكَنَوْتُه: لغة في كَنَيْته. قال أَبو عبيد: يقال كَنيت الرجل وكَنوته لغتان".[2]

والوثائق الفرنسية وثّقت استعمال عدة ألفاظ مثل nekma, nekoua, kounia للدلالة على الاسم المدون في الحالة المدنية.[3]

إضافة إلى أنّ ما اطلعت عليه من دراساتهم للغة المحلية في زمن الاستعمار لم تجعل كلمتنا هذه من أصل فرنسي وإنما يردّون نكوة إلى قلب مكاني (metathesis) حدث للفظة كنية العربية. ونقمة (أو نكمة في جيجل) المستعملة في الشرق إلى لقمة. وقد وردت كلمة لقم بمعنى لقب في معجم لاتيني-أندلسي من القرن الثالث عشر[7]، وتلقّم بمعنى: تلقّب. فلعل نقمة من لقم وهذه الأخيرة من لقب بعد أن قلبت النون لام  والباء ميم وهذا شائع في اللهجات المغاربية والعربية عموما.



وأما القبائلية تسجرا فردّوها إلى العربية شجرة.

"un nouveau nom qui fut inscrit sur son titre de propriété . Ce nouveau nom fut appelé par les indigènes nekoua ... dans les pays arabes de l'ouest, nekma à Constantine, kounia ou tsejara en Kabylie".[4] 

Bulletin trimestriel de géographie et d'archéologie, Volumes 51-52, Oran 1930. Page 182

ولعل انتشار واشتهار لفظة النكوة وغيرها تزامن مع فرض القانون الفرنسي لتوثيق الحالة المدنية في نهاية القرن التاسع عشر واعتماد الألقاب العائلية لإصدار بطاقات الهوية. ولذلك نجد الوثائق الفرنسية تعرف النكوة والنقمة بالاسم الإداري.[5][6]


صادفت مؤخرا هذه المقالا، لعلها تكون مفيدة لمن أراد الاطلاع أكثر: Uso de alcuñas لأبي إلياس (Antonio Giménez Reillo). ومقال آخر للعربي قريّن Larbi Graïne حول التأثيل والتركيب.

مراجع:

[2] لسان العرب، باب كني وكنو لغة فيها.
[4] Bulletin trimestriel de géographie et d'archéologie, Volumes 51-52, Oran 1930. Page 182.
[5] L'Algérie musulmane: dans le passé, le présent et l'avenir. H. Lavion - 1914. - Page 239. [GBook]
"Nekma. — Nom patronymique. Depuis la constitution de l'Etat civil, tous les indigènes, sauf ceux du territoire de commandement, sont porteurs d'une carte d'identité et ont un nom patronymique."
[6] Louis de Vincennes, Première initiation au Kabyle. 1960.
"Chaque individu est, assez souvent, connu sous deux ou trois noms différents, ce qui cause, pour les non-kabyles, une grande difficulté :
  • Il y a le nom de famille employé au village : Fadma At-embarek ;
  • il y a le nekwa, ou nom de nom de l'état civil : parfois, il ressemble au nom de la famille, parfois en est tout différent. souvent les vieillards et les femmes ne le connaissent meme pas surtout s'il s'agit de tiers.
  • Enfin très souvent au village, on désigne chaque individu en ajoutant à son prénom le prénom de son père..."
[7] معجم schiaparelli شياباريلي (1874م) العربي-اللاتيني والذي يرجّح أن أصل مخطوطاته ترجع إلى القرن الثالث عشر (تحت مدخل cognominare).