الجمعة، 17 أغسطس 2018

ما وقع في القرآن بغير لغة العرب لتقي الدين الهلالي

اعلم أن علماء اللغة اتفقوا على أن كل لغة عظيمة تنسب إلى أمة عظيمة لابد أن توجد في مفرداتها كلمات وردت عليها من أمة أخرى، لأن الأمة العظيمة لا بد أن تخالط غيرها من الأمم، وتتبادل معها المنافع من أغذية، وأدوية ومصنوعات، وتعلم وتعليم، فلا بد حينئذ من تداخل اللغات، ولا يمكن أن تستقل وتستغني عن جميع الأمم، فلا تستورد منها شيئا ولا تورد عليها شيئا، والقرآن نفسه يثبت هذا، قال تعالى في سورة إبراهيم 37 {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}. ذكر إبراهيم في دعائه أنه أسكن ذريته يعنى إسماعيل وآله بواد غير ذي زرع وهو وادي مكة وإذا لم يكن فيه زرع لم تكن فيه ثمرات، وذكر في أثناء دعائه ومناجاته لربه، أنه أسكن ذريته بذلك الوادي المقفر ليقيموا الصلاة أي يؤدوها قائمة كاملة عند بيت الله، ويعبدوه, فسأل الله أن يجعل قلوب الناس تهوي إلى ذريته، أي تسرع إليهم شوقا ومحبة، وتمدهم بما يحتاجون إليه وأن يرزقهم من الثمرات التي تجلب إليهم من الآفاق والأقطار المختلفة ليشكروا الله على ذلك فيزيدهم، وقد استجاب الله دعوته فصارت أنواع الحبوب والثمرات و التوابل والأدوات والثياب والتحف، و الطرائف تجلب إلى مكة من جميع أنحاء المعمور.

الأربعاء، 15 أغسطس 2018

كتاب «تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية» للقس اللبناني طوبيا العنيسي

أنهيت الأمس بحمد الله التفريغ الأوّلي لكتاب "تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية" للقس اللبناني طوبيا العنيسي، اعتمدت فيه على طبعة مصوّرة من عام 1932م وطبعة حديثة من سنة 2006، لكن الطبعة الحديثة حوت الكثير من الأخطاء النصية في إعادة رسم الحرف اللايتيني أو حتى الكلمات العربية لاعتمادها بشكل أكبر على الـ OCR. هناك نسخة أكثر تنقيحا عُرضت بعض صفحاتها على Google book و تخلّصَت من الكثير من الأمور التي قد يصعب فهمها أو سهّلت بعضها، لكنها للأسف محدودة في عرض الصفحات. وقد أنهيت التفريغ في ظرف ثلاثة أيام، وسيكون أمامي إعادة مراجعته وضبطه، ولأجل ذلك قد أعتمد على مُمل لاحقا، ثم أرسل الكتاب إلى الشاملة.

الخميس، 9 أغسطس 2018

أصل كلمة بطارية

أصل كلمة بطّارية فرنسي بمعنى الضرب وبذلك سُميت المدفعية "بطارية" أو القوة الضاربة ومن شكل صفوف المدافع اتسعت دلالة الكلمة لتشمل معنى الطقم في كثير من اللغات الأوروبية مثل ما يعرف بطقم الطبول أو الدرامز. 


الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

أصل كلمة كابوس ومسميات المسدس في اللهجات العربية

يُذكر أن الكابوس (الحلم المفزع) يرتبط بالأرامية ܟܒܘܫܐ‏‎ كابوسا. بحيث أن مشتقات كبس بمعنى الضغط هي معرّبة وبذلك يعرفه الوسيط: "(الــكابوس) ضغط يَقع على صدر النَّائِم لَا يقدر مَعَه أَن يَتَحَرَّك قيل لَيْسَ بعربي وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ الجاثوم والباروك والنئدلان". ولذلك نجد له مصطلحا مرادفا له هو ضاغوط الليل.وجذر كبس في العربية ليس بعيدا عن مثيله الآرامي إذ من معانيه المسدّ والتغطية كطمّ الحفر بالتراب وقد يرد بمعنى الاقتحام أو قد يكنّى به النكاح.

كما يمكننا أن نلاحظ شبها آخرا باللفظة اللاتينية incubus (حلم مزعج) وهي من الفعل incubāre بمعنى "الاضطجاع على" (أو حتى بمعنى التحضين ووضع البيض) والانكبوس في الميثولوجيا شيطان يأتي النساء في نومهن. ويقابله  succubus أو "من يضطجع تحت" وهي شيطانة تغوي الرجال في الحلم.



إذا علمنا أن مادة كبس تحمل معنى الضغط أمكن أن نربط المعنى المغاربي لكابوس (مسدس) بالضغط على الزناد (الكبسة). وهي لفظة كانت مستعملة حتى قبل تأثير الاستعمار الفرنسي[1] أي أنها كانت أسلحة تقليدية مثل المسدسات ذات المكبس أو الكابسة Pistolet à percussion ou à piston.

كما استُعمِلت لفظة كابوسة في المشرق أيضا للدلالة على أمور أخرى كمقبض المحراث [محيط المحيط] الذي يضغط عليه الفلاحون لغرز السكّة في الأرض. وقريب منها أيضا بقية الاشتقاقات مثل الكبّاس أو الكبّاسة.

ما يشكل عليّ أني لا أذكر أني صادفت لفظة كبس في اللهجات المغاربية. فهل هي مستعملة؟ أم أنها لفظة كابوس دخلت علينا من المشرق ثم اختفت عندهم؟



أما غيرها من الألفاظ المستحدثة مثل بيسطولي أو بييّة فكلها فرنسية من Pistolet أو PA اختصار لـ Pistolet Automatique. في حين أن بشطولة قد تكون من الإيطالية أو الإسبانية Pistola.

وأما المصطلح المشرقي المعاصر «مسدس» والذي تم إدراجه في الفصحى فيرجع لنوعٍ أحدث من المسدسات كان يتسع لست طلقات.

الاثنين، 6 أغسطس 2018

أصل كلمة باقة

ليس كل ما يُذكر أو يتهيّء للبعض يكون صحيحا. فالبحث في أصول الكلمات كثيرا ما يكون علما ظنيا في غياب التوثيق والأدلة القاطعة. وقد اخترنا لكم اليوم مقتطفا عن أصل كلمة «باقة» للأستاذ الدكتور الفلسطيني فاروق مواسي.


الأحد، 5 أغسطس 2018

أصل كلمة بابور

بابور (باخرة) لفظة تركية محرفة عن vapeur أي بخار وكانت تطلق على القطارات والسفن البخارية وحتى مواقد الغاز القديمة.

الكلمة الفرنسية 🇫🇷 تعني بخار ولكنها كانت تعني أيضا سفينة بخارية (Un vapeur). ومنها أخذت العثمانية كلمة واپور أو بالتركية الحديثة 🇹🇷 Vapur (سفينة بخارية). ولفظة وابور أو بابور كانت شائعة إلى عهد قريب في المشرق لكنها تتلاشى تدريجيا.


يجدر الذكر أيضا أن كلمة بخار أو بخور العربية قد ترتبط بشكل ما بالكلمة اللاتينية بافور Vapor والتي يُجهل مصدرها على وجه اليقين وإن كان هناك من يفترض أنها من quapor (صيغة افتراضية) تنحدر من الجذر الهندي الأوروبي الافتراضي *kʷep-.



في اللهجات المعاصرة  [بابور/وابور]:
  • البابور في الجزائر وتونس والمغرب تعني الباخرة. [شائعة]
  • البابور في ليبيا هو القطار. [شبه مهجورة]
  • الوابور في مصر هو القطار. [شبه مهجورة] 
  • البابور في مصر والشام والعراق والسودان وتونس أيضا هو مسمى لسخّان تقليدي يعتمد على ضغط بخار كيروسين Primus stove. [شبه مهجورة اليوم في الحواضر]
  • البابور في اليمن له علاقة بالسيارات والشاحنات [للتأكيد].


هناك فرضية أيضا تقول أن أصل بابور هو الكلمة الفرنسية bâbord وهو الجزء الشمالي للسفينة في حين أن هو الجزء الأيمن.


وهذا لا يصحّ، لعدة أسباب، منها أن:

  • المعنى مختلف عن bâbord.
  • كلمة Vapur تعرّبت بشكل متماثل في المشرق والمغرب نحو وابور/بابور بمعنى قطار، قاطرة، محرّكات، ومدافئ.
  • الوثائق والمعاجم الفرنسية من القرن التاسع عشر تعرّف Babor/Babour على أنّه Bateau à vapeur أي سفينة بخارية.

أنقل في الصور التالية مثال مقتطف من مذكرات نشرت سنة 1861م.
Charles Thierry-Mieg, Six semaines en Afrique (1862). p266
Charles Thierry-Mieg, Six semaines en Afrique (1861). p105

الصورة التالية ترجع إلى ثلاثين سنة من دخول فرنسا للعاصمة فقط، وتذكر أن بابور مأخوذة من الفرنسية vapeur، وتذكر لها معاني نحو: محرّك بخاري، سفينة بخارية، سكة حديدية.

فلماذا نتخلّى عن التفسير المباشر وهو معنى السفينة البخارية بالعثمانية وبالفرنسية ونبحث عن معنى بعيد.

يبقى القواميس الفرنسية-الجزائرية الأقدم التي اطّلعت عليها لا يبدو أنها تذكرها بهذا الاسم لعل السبب أن هذا النوع من السفن لم يزدهر إلا في بداية القرن التاسع عشر، يعني في آخر حكم العثمانيين ودخول الفرنسيين.

والاسم المحلّي الذي جاء في تلك القواميس للسفن البخارية كان: شفق النار[1] (ج. شفوق النار). في حين تسمى السفينة بالمركب[2] والقوارب فلوكة والسفينة الشراعية مركب قلاع.[3]

يبقى السؤال هل دخل معنى السفينة إلى لهجات المغرب من هذه الكلمة مع العثمانيين ولم تشتهر أم أنها تعريب مباشر للفرنسية؟

أحسب أنها دخلت من كليهما، على تباين المعاني والبلدان، فالنفوذ في تونس استمر أطول، وقد تكون قديمة الاستخدام في المغرب أيضا. والكلمة العثمانية قد لا تكون قديمة التوثيق عند الأتراك.

[1] L'idiome d'Alger ou Dictionnaires fr-ar / ar-fr, par Théodore Roland de Bussy (1838).
 Dictionaire français-arabe (idiome parlé en Algérie) par Adrien Paulmier (1850). P73.
[2] Dictionnaire de poche français-arabe et arabe-français, à l'usage des militaires, des voyageurs et des négociants en Afrique, par Léon & Henri Hélot (~1847). P41.
[3] Dictionnaire français-arabe de la langue parlée en Algérie, par Belkassem Ben Sedira (1910). P51.


السبت، 4 أغسطس 2018

أصل أسماء السيارات في الجزائر والمغرب


من أشهر أسماء السيارات في المغرب الكبير:
  • توموبيل، طوموبيل، طونوبيل من الفرنسية Automobile.
  • لوطو من الفرنسية L'auto / أوطو من الفرنسية Auto (وفي موريتانيا الوَتَه).
  • كَرْهَبَة (في تونس وبعض ليبيا) على الغالب من الفرنسية Carabas كلمة استعملت في القرن 19 ثم اختفت.
  • كرّوصة من الفرنسية Carrosse
  • تاكسي أو طاكسي يستعملها البعض كمرادف لسيارة وهي من الفرنسية Taxi اختصار لـ Taximètre بمعنى أجرة "Taxe" على حسب العدّاد "-mètre". أو طلب واتفاق "taxi-" على حسب المسافة المقاسة.
  • سَيَّارة (معتمدة في الفصحى المعاصرة) وهي كلمة مستحدثة من مجمع اللغة العربية الذي اعتمد وزن فعّالة كاسم آلة، أما في العصور المتقدمة فسيّارة كانت تستخدم كصفة على كثرة السير وكدلالة على القافلة مثلما جاء في سورة يوسف (وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه). واستخدمت أيضا كصفة للأجرام السبعة القريبة فقيل "الكواكب السيارة".

إضافة إلى كلمات نادرة تستعمل كإدراجات من المفرنسين مثل voiture أو véhicule.

مع مزيد من المعلومات سأصمم خارطة لذلك إن شاء الله.