الأحد، 5 أغسطس 2018

أصل كلمة بابور

بابور (باخرة) لفظة تركية محرفة عن vapeur أي بخار وكانت تطلق على القطارات والسفن البخارية وحتى مواقد الغاز القديمة.

الكلمة الفرنسية 🇫🇷 تعني بخار ولكنها كانت تعني أيضا سفينة بخارية (Un vapeur). ومنها أخذت العثمانية كلمة واپور أو بالتركية الحديثة 🇹🇷 Vapur (سفينة بخارية). ولفظة وابور أو بابور كانت شائعة إلى عهد قريب في المشرق لكنها تتلاشى تدريجيا.


يجدر الذكر أيضا أن كلمة بخار أو بخور العربية قد ترتبط بشكل ما بالكلمة اللاتينية بافور Vapor والتي يُجهل مصدرها على وجه اليقين وإن كان هناك من يفترض أنها من quapor (صيغة افتراضية) تنحدر من الجذر الهندي الأوروبي الافتراضي *kʷep-.



في اللهجات المعاصرة  [بابور/وابور]:
  • البابور في الجزائر وتونس والمغرب تعني الباخرة. [شائعة]
  • البابور في ليبيا هو القطار. [شبه مهجورة]
  • الوابور في مصر هو القطار. [شبه مهجورة] 
  • البابور في مصر والشام والعراق والسودان وتونس أيضا هو مسمى لسخّان تقليدي يعتمد على ضغط بخار كيروسين Primus stove. [شبه مهجورة اليوم في الحواضر]
  • البابور في اليمن له علاقة بالسيارات والشاحنات [للتأكيد].


هناك فرضية أيضا تقول أن أصل بابور هو الكلمة الفرنسية bâbord وهو الجزء الشمالي للسفينة في حين أن هو الجزء الأيمن.


وهذا لا يصحّ، لعدة أسباب، منها أن:

  • المعنى مختلف عن bâbord.
  • كلمة Vapur تعرّبت بشكل متماثل في المشرق والمغرب نحو وابور/بابور بمعنى قطار، قاطرة، محرّكات، ومدافئ.
  • الوثائق والمعاجم الفرنسية من القرن التاسع عشر تعرّف Babor/Babour على أنّه Bateau à vapeur أي سفينة بخارية.

أنقل في الصور التالية مثال مقتطف من مذكرات نشرت سنة 1861م.
Charles Thierry-Mieg, Six semaines en Afrique (1862). p266
Charles Thierry-Mieg, Six semaines en Afrique (1861). p105

الصورة التالية ترجع إلى ثلاثين سنة من دخول فرنسا للعاصمة فقط، وتذكر أن بابور مأخوذة من الفرنسية vapeur، وتذكر لها معاني نحو: محرّك بخاري، سفينة بخارية، سكة حديدية.

فلماذا نتخلّى عن التفسير المباشر وهو معنى السفينة البخارية بالعثمانية وبالفرنسية ونبحث عن معنى بعيد.

يبقى القواميس الفرنسية-الجزائرية الأقدم التي اطّلعت عليها لا يبدو أنها تذكرها بهذا الاسم لعل السبب أن هذا النوع من السفن لم يزدهر إلا في بداية القرن التاسع عشر، يعني في آخر حكم العثمانيين ودخول الفرنسيين.

والاسم المحلّي الذي جاء في تلك القواميس للسفن البخارية كان: شفق النار[1] (ج. شفوق النار). في حين تسمى السفينة بالمركب[2] والقوارب فلوكة والسفينة الشراعية مركب قلاع.[3]

يبقى السؤال هل دخل معنى السفينة إلى لهجات المغرب من هذه الكلمة مع العثمانيين ولم تشتهر أم أنها تعريب مباشر للفرنسية؟

أحسب أنها دخلت من كليهما، على تباين المعاني والبلدان، فالنفوذ في تونس استمر أطول، وقد تكون قديمة الاستخدام في المغرب أيضا. والكلمة العثمانية قد لا تكون قديمة التوثيق عند الأتراك.

[1] L'idiome d'Alger ou Dictionnaires fr-ar / ar-fr, par Théodore Roland de Bussy (1838).
 Dictionaire français-arabe (idiome parlé en Algérie) par Adrien Paulmier (1850). P73.
[2] Dictionnaire de poche français-arabe et arabe-français, à l'usage des militaires, des voyageurs et des négociants en Afrique, par Léon & Henri Hélot (~1847). P41.
[3] Dictionnaire français-arabe de la langue parlée en Algérie, par Belkassem Ben Sedira (1910). P51.


السبت، 4 أغسطس 2018

أصل أسماء السيارات في الجزائر والمغرب


من أشهر أسماء السيارات في المغرب الكبير:
  • توموبيل، طوموبيل، طونوبيل من الفرنسية Automobile.
  • لوطو من الفرنسية L'auto / أوطو من الفرنسية Auto (وفي موريتانيا الوَتَه).
  • كَرْهَبَة (في تونس وبعض ليبيا) على الغالب من الفرنسية Carabas كلمة استعملت في القرن 19 ثم اختفت.
  • كرّوصة من الفرنسية Carrosse
  • تاكسي أو طاكسي يستعملها البعض كمرادف لسيارة وهي من الفرنسية Taxi اختصار لـ Taximètre بمعنى أجرة "Taxe" على حسب العدّاد "-mètre". أو طلب واتفاق "taxi-" على حسب المسافة المقاسة.
  • سَيَّارة (معتمدة في الفصحى المعاصرة) وهي كلمة مستحدثة من مجمع اللغة العربية الذي اعتمد وزن فعّالة كاسم آلة، أما في العصور المتقدمة فسيّارة كانت تستخدم كصفة على كثرة السير وكدلالة على القافلة مثلما جاء في سورة يوسف (وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه). واستخدمت أيضا كصفة للأجرام السبعة القريبة فقيل "الكواكب السيارة".

إضافة إلى كلمات نادرة تستعمل كإدراجات من المفرنسين مثل voiture أو véhicule.

مع مزيد من المعلومات سأصمم خارطة لذلك إن شاء الله.

الجمعة، 3 أغسطس 2018

أصل كلمة Artichoke و Artichaut

كلمة اليوم دخلت إسبانيا في القرون الوسطى لتعطي اللغات الأوروبية مسمى الخرشوف أو الخرشف بنوعية مستحدثة من الشمال الإفريقي على ما يُعتقد.[1]


العجيب بخصوص Artichoke، أنها تشابه أيضا كلمة "أرضي شوكي" أو "أرد شوكة" في بعض المعاجم الاستشراقية الحديثة مما جعلها فرضية لنشوء الكلمات الأوروبية[2]، لكن اللفظة العربية حديثة وغير موثّقة على عكس كلمة خرشف[3] مما دفع بكثير من الباحثين[4] إلى القول أنها مجرد تعريب لكلمة "أرتي شوك" الأوروبية والتي ترجع بالأصل إلى العربية خرشف. وفي ذلك يقول القس طوبيا العنيسي في كتابه تفسير الالفاظ الدخيلة: (عامية وهو أسخف وأسمج وأركُّ تعبير عُرف حتى الآن).[5]


أصل تسمية الشوارب والشلاغم

المشارقة يشربون بشواربهم ونحن بشواربنا. 😜

الشارب والشنب ෴ في الشرق: ما نبت من شعر على الشفة العليا لملامسته السوائل والشارب في الغرب هي الشفة 🗢 لكونها ما يُشرب به. أما شعر الشارب فنسميه "شلاغم" الكلمة لوحدها مخيفة ولها هيبة.



فما أصل الشلاغم يا ترى؟

لا نعلم على وجه اليقين، لكن يشتهر أنها من أصل أمازيغي (أشلغوم acelɣum).

ومن عجيب الصدف أن تطور هذا المعنى لم يختص بالعربية فالطوارق يسمون أيضا شعر الشوارب imeswân إمسوان (مكان الشرب أو ما يتعرض للشرب).

أصل كلمة مركنتي

تستعمل اللهجات المغاربية لفظة «مركنتي» للدلالة على فاحش الثراء.

وهي من اللغات اللايتينية (مثل الإيطالية والإسبانية والبرتغالية) Mercante بمعنى تاجر أو رجل أعمال وصفقات. وهو ما قد يرتبط أيضا بحركة المركنتيلية، حركة اتجارية مدفوعة بسياسة ومصالح دولها الأوروبية أيام التوسع والسباق نحو الموارد والأراضي ما بين القرن السادس عشر والثامن عشر.

أصل تسمية الشارب

سُمي الشارب في العربية شاربا لملامسته السوائل. ෴

ولعل أصل الشارب هو الشفة العليا لمداخلتها الإناء حين الشرب ثم أطلقت اختصاصا على الشعر الذي ينبت عليها. ولازال المغاربة يسمّون الشفاه شوارب.

علما أن تسمية الشارب جاهلية وقد وردت في السُّنة وأن تطور هذا المعنى لم يختص بالعربية، فحتى طوارق الهقار يسمون الشنب أيضا إمسوان (مكان الشرب، أداة الشرب).

تسميات مشروبات عالمية من أصل عربي

هل تعلم أن لفظة سيروب في اللغات الأوروبية بمعنى سائل محلّى، عصير مركز، دبس أو حتى دواء، مشتقة من العربية شراب.

كما أن عصير الفواكه المثلّج sorbet أو ما يعرف بالمثلجات الإيطالية ما هو إلا تحريف للعربية شربة عن طريق الفارسية "شربت" ومنها إلى التركية وإلى بقية اللغات الأوروبية.