موضوع اليوم عن المسك ذاك الطيب الذي عبر الأمصار وتغنّى به الشعراء، جاء في تاج اللغة للجوهري (ت 393 هـ): "والمِسْكُ من الطيبِ فارسيٌّ معرَّب، وكانت العرب تسمِّيه المشموم." وفارسيه مُشک ويعتقد أنه من اللغات الهندية نحو السنسكريتية मुष्क موشكا بمعنى خصية أو صفنها، ذلك أن المسك يستخرج من غدّة عطرية خاصة تكون في ذكور نوع من الأيائل الآسيوية.
الأربعاء، 27 فبراير 2019
الثلاثاء، 26 فبراير 2019
أصل كلمة أصل كلمة دربوز دربزين درابزين درابزون
الدَرْبوز هو ذاك الحاجز الذي نجده على الدرج والشُرَف، وهو من الكلمات المغاربية الأندلسية كما في المعجم القشتالي لبيدرو القلعاوي، وأصله الفارسي دخل العامية العربية مبكرا، ويذكرون له أسماء أخرى كمثل ما نقل الأزهري في تهذيب اللغة عن أبي عمرو الشيباني (94 - 206 هـ)*: "الحُلْفُق: الدرابزين وكذلك التَّفَارِيجُ". وكانت تطلق على هذه القضبان أو الأعمدة الصغيرة التي تشكّل الحاجز.
الاثنين، 25 فبراير 2019
أصل كلمة خرط خرطي خرّاط
الخُرطي أو الخرّاط ألفاظ شائعة في كل البلد العربي من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب لوصف الكذب والفعل منه يخرط. والخرّاط هو كذلك ممتهن الخِراطة وهو نحت وقص المعادن وغيرها وتشكيلها.
وأصل خرط عربي، وقد ذكرها الزبيدي (ت 1790م) في تاج العروس: "والخَرَّاطُ: الكَذَّابُ، وَقَدْ خَرَطَ خَرْطاً، وهُو مَجَازٌ".
الأحد، 17 فبراير 2019
الفعل المضعف في العاميات العربية
تتعامل أكثر العاميات العربية مع الفعل المضعّف معاملة الفعل المعتّل جزئيا، فتقول في ردّ ردّيت بدل رددت.
والظاهر أن هذا مما طرأ في العاميات العربية، فحين تغيّرت البنية الصوتية واختفى الإعراب أدغموه وأمسكوا عن فكّه، استثقلوا وزنه وهو من مقطع صوتي واحد فقط فقاسوه على تصريف معتل الآخر في الماضي، مثل جرى جريت ودرى دريت ونحوها. ولهذه الظاهرة أصل في الفصحى كذلك، فإن العرب كانوا يبدلون في المضعف ويحذفون. ويسمي النحويون ذلك بتشبيه المضاعف بالمعتل نحو إبدالهم فعل أملل بأملى فتقول أمللت وأمليت.
السبت، 16 فبراير 2019
أصل كلمة بندير
من أسماء الدف في اللهجات المغاربية البَنْدير، وهو مسمى أندلسي[1] ويسمى في إسبانيا pandero pandera pandereta وفي البرتغال: pandeiro. ويعتقد أن أصله يرجع إلى اللاتينية pandōrium من الإغريقية Pandura آلة وترية إغريقية قديمة بثلاثة خيوط لا يعلم أصلها على وجه الدقة وكان يعتقد قديما أنها مرتبطة بـ بان Pan إله وثني إغريقي يختص بالرعي والموسيقى الرعوية.
أصل كلمة زيّر - زبط
يقال في اللهجات المغاربية: زَيّر بمعنى ضيّق وضغط أو شدّ وثاق الشيء وأحكمه. وأصلها في الفصيح ما جاء في المعاجم نحو ما ذكره ابن سيده (458 هـ) في المحكم قولهم: "زَيَّر الدابةَ: إذا جَعَلَ الزِّيارَ فِي حَنَكِهَا" ويقول: "والزِّيَارُ: شِنَاقٌ (أي حبل) يَشُدُّ به البَيْطَارُ جَحْفَلَةَ الدَّابَّةِ، وهو أيضاً: شِنَاقٌ يُشَدُّ به الرَّحْلُ إلى صُدْرَةِ البَعِيرِ، كاللَّببِ"
وزيار البيطار خيط بخشبة أو خشبتين يضغط بهما البيطار جحفلة الدابة لتذلّ ويتمكن من تطبيبها (الجحفلة بمثابة الشفة للإنسان). [أساس البلاغة للزمخشري ومحيط المحيط]. وعند اللسان: الزِّيارُ: شيء يجعل في فم الدابة إِذا استصعبت لَتَنْقادَ وتَذِلَّ.
يقول الجوهري: "والزيار: ما يزير به البَيْطارُ الدَابَّةَ، أي يَلوي به جَحْفَلَتَهُ. قال أبو عمرو: الزِوارُ: حبل يُجْعل بين التصدير والحَقَبِ، والجمع أزورة."
فالزِيار أو الزِوار حبل يُشدّ به على ظهر الدابة ونحوها. وربما قُيّد به الأسير أيضا.
وهذا كمثل ما جاء في النهاية في غريب الحديث والأثر في رواية الدجّال: (رَآهُ مُكبَّلاً بالحَديد بأَزْوِرَة). قَالَ ابنُ الأَثِير: "هِيَ جمعُ زِوَارٍ وزِيَارٍ: وَهُوَ حَبلٌ يُجْعل بَيْنَ التَّصْدير والحَقَب. وَالْمَعْنَى أَنَّهُ جُمِعَت يدَاه إِلَى صَدْره وشُدَّت. ومَوضِع بِأَزْوِرَة النصبُ، كَأَنَّهُ قَالَ مُكبَّلا مُزَوَّراً".
وقد ذكر بطرس البستان في محيط المحيط (1870م) ما أسلفنا عن زيّر وزِيار وذكر أن "العامة تستعمل كليهما للشد والضغط مطلقا". وفي مصر لبسة مشهورة ساترة لخروج النسوة تسمى التزيّيرة. ولا أدري إن كانت متربطة بهذه الأخيرة.
ومثلما قالوا مزيّر للشيء المشدود يقال مزبوط (مثل: سروال مزبوط) وهذه الأخير ربما أُخذت عن العثمانيين وأصلها عربي من ضبط.
Ben Cheneb, Mots turcs et persans conservés dans le parler algérien (1922). |
الخميس، 14 فبراير 2019
معنى جعر
فعل جَعَر من الكلمات النادرة اليوم، ويرى رينهارت دوزي أنها تحوّر عن جأر (صاح وتضرّع). وأعرفها بمعنيان في الجزائر:
- الأول إصدار صوت من أصوات البهائم نحو ثغاء الخراف[Hélot] أو نهيق الحمار (أو عواء الكلب الحزين[للتأكيد]) وغيرها.
- والثاني بمعنى جزِع وارتعب (فجأةً) [قبائلية]. وهذا قريب من تفسير قتادة قوله تعالى: (إِذا هُمْ يَجأَرُون) قال: إِذا هم يَجْزعُون.
الاثنين، 11 فبراير 2019
أصل كلمة سبّورة
جاء في العباب الزاخر للصغاني [سبر]: "السَبُّورة والسفُّورة -كتَنُّومَة- جريدة يُكتب عليها، فإذا استغنوا عن المكتوب محوه، وهما مُعرّبتان، وفي حديث سَلْم العلوي: رأيت أبانا يكتب عند أنس- رضي الله عنه- في سَبُّورة".
وفي النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير(1233–1160م): "(لا بأس أن يصلي الرجل وفي كمه سبورة) قيل هي الألواح من الساج يكتب فيها التذاكر".
أصل كلمة الخليع
لم يعرف أجدادنا الثلاجات الحديثة، فكان إذا وقع في يدهم لحم (كلحم العيد) جعلوها شرائح رفيعة على شكل شرائط ثم ملّحوها وربما تبّلوها ونقعوها ثم يجفّفونها في مكان مهوّى ومشمّس. ويسمونه بالقدّيد أو الخليع ويسمون الكسرة التي تُحشى بهذا اللحم بالمخلعة.
وأصله من الخَلْع، يقول الزمخشري (467 - 538 هـ) في أساس البلاغة: "وشواء مُخَلَّع: خلعت عظامه. والخلع: اللحم تخلع عظامه ثم يطبخ ويبزّر (أي يتبّل).
وجاء في معجم العين (ق. 2هـ): "والخَلَعُ: القديدُ يُشْوَى فَيُجْعلُ في وعاء بإهالَتِه.". وعند الجوهري (ت 393 هـ) في تاج اللغة: "والخلع: لحم يُطْبَخُ بالتوابل ثم يُجْعَلُ في القَرْفِ" والقرف وعاءٌ من جِلْد، ويُتَزَوَّدُ به في الأَسفار.
وفي شمس العلوم لنشوان بن سعيد الحميري (ت 573هـ) "الخَلْع: لحم يقطع قطعًا صغارًا ويقلى مع الشحم حتى يجف ثم يجعل في إِناء فيجمد." وهذا نحو ما يمارس في المغرب الأقصى.
ونقل الزبيدي (ق. 12هـ) في تاج العروس: "وِالخَلِيعُ اللَّحْمُ تُخْلَعُ عِظَامُهُ ويُبَرَّرُ ويرفع". ونقل أيضا بلفظ "الخَوْلَعُ: اللَّحْمُ يُغْلَى بِالْخَلِّ ثُمَّ يُحْمَلُ فِي الأَسْفار." كما في تهذيب اللغة للأزهري (370هـ).
ماذا عنكم، كيف تسمون اللحم المقّدد وكيف تحضّرونه؟
السبت، 9 فبراير 2019
أصل كلمة سيفط في الدارجة المغربية
يشيع في دارجة المغرب الأقصى استعمال سيفط أو صيفط بمعنى بعث أو أرسل، وهي فيما يبدو كلمة أمازيغية الأصل[1] من ssifeḍ / sifeḍ وتنطق بالضاد والطاء بمعنى أرسل أو طرد في أمازيغية المغرب وموريتانيا وغرب الجزائر وهي من afeḍ بمعنى المغادرة والاختفاء والتوديع. في حين يستعمل أمازيغ ورقلة ssifeṭ وطوارق الهقار sûfeḍ بمعنى توصيل الشخص ومرافقته حتى يغادر.
ويرى المعجمي حدّادو[3] أن معنى التنظيف والمسح والتخلص من الشوائب في لفظة esfeḍ المستعملة عند أكثر الأمازيغ يرجع إلى نفس جذر afeḍ بمعنى المغادرة والاختفاء.
مراجع
[1] Kamal Naït-Zerrad. Dictionnaire des racines berbères: formes attestées. volume 3. p.531.
مستخدمة في وسط المغرب والشلحة والريف وصنهاجية السراير وصنهاجية موريتانيا وبني سنوس في غرب الجزائر.
[2] Mohand Akli Haddadou. Dictionnaire des racines berbères communes. P54.
[3] Mohand Akli Haddadou. Vocabulaire berbère commun.
"Les noms des deux objets dérivent de verbes largement attestés : esfeḍ « nettoyer » (To, Ghd,WRg, Mzb, MC, Chl, R, K), forme dérivée à rapporter au verbe afeḍ « s’en aller, disparaître » (MC) et efreḍ « balayer » (To, Wrg, Mzb, R, K)."
الخميس، 7 فبراير 2019
محاولة تأثيلية في أصل مارية واشتقاقها
لن أتطرّق إلى اسم مارية المشتقّ[1] من اسم مَريَم بالأرامية أو مِريَم في العبرية، وإنما المراد بموضوع اليوم ما ذكرته المعاجم العربية في معاني مارية وهو ما يلخّصه ابن سيده الأندلسي (398-458هـ) في معجمه المحكم [م ر ي]:
- "والمارِيَّةُ من القَطَا المَلْساءُ.
- وامْرَأَةٌ مارِيَة بَيْضاءُ بَرّاقَةٌ قال الأصمعي لا أعلم أَحدًا أَتَى بهذه اللَّفْظَةِ إِلا ابْنَ أَحَمَرَ ولَها أَخَواتٌ وقد تَقَدَّمَتْ.
- والمارِيُّ وَلَدُ البَقَرَةِ الأَبْيَضُ الأَمْلَسُ.
- والمُمْرِيَةُ من البَقَرِ التي لَها وَلَدٌ مارِيٌّ والــمارِيَّةُ البَقَرَةُ الوَحْشِيَّة"
ولعل المراد هنا بالبقر الوحشي الأبيض هو نوع من الضباء الصحراوية، قريب الوصف من المها العربية البيضاء.
البقر الوحشي |
فصاح العامّة الفصاح في العاميّة الجزائريّة - هشام النحاس
مقال لهشام النحّاس صاحب كتاب معجم فصاح العامية
التمهيد:
على مطاوي الطريق المتوجه بنا نحو هدف الوحدة اللسانية والفكرية للعرب كافة، لا مناص لنا من أن نحاول التدقيق فيما يسقط من العبارات الدارجة على ألسنة العامة، والتي لابد لها من أن تتراجع أمام الثقافة وتسقط حين تطغى عليها الفصحى التي هي لغة العلم والحضارة والفكر، والفصحى هي المفهومة والدارجة بين المثقفين العرب جميعاً، وذلك على نقيض العاميات ذوات الفروع المتخالفة التي لا تتفق إلا في افتقارها إلى لغة العلوم والثقافات ولذلك فهي آيلة إلى السقوط أمام انتشار فتوحات المعرفة..
الأحد، 3 فبراير 2019
أصل كلمة متلتل ومشمّخ بمعنى مبلل
يُقال مْبَلْبَل ومْتَلْتَل لما تشبّع بالرطوبة والماء وأصلها من البلل والتلل.
فيقال: تلتلت حوايجي وتتلتلت إذا اشتدّ بلل الملابس.
وقد نقل "التلل" غير واحد من أئمة اللغة، وخلاصته أن: التَّلَل والبَلَل والتِّلَّة والبِلَّة شيء واحد؛ كما سمّوا المِشربة بالتَّلْتَلَة أيضا.[1]
قرأت بخصوص كلمة تلتل: "وفي مصر تلتل، متلتل: تقال لسيلان الأنف أو ما شابه معناها بينقط".
وأشهر من ذلك في الجزائر لفظة "مْشَمّخ" وشمّخ تعني بلّل، وهو معنى لا يعرفه المشارقة ولم تسجله معاجم العربية القديمة. وقد يرتبط بالأمازيغية سمّغ بمعنى نقع في الماء (من جذر لمغ/مّغ). لكن نطقها شمّخ منحصر فقط في المناطق العربية. فما أصلها يا ترى؟
ويرى رينهارت دوزي أن الفعل الصقلّي assammarari بمعنى "غمس الثياب في الماء وتركها زمنا ليغسلها بعد ذلك بالصابون" يرجع إلى هذا الفعل المغاربي.[3]
- وفي المغرب فازك، مفزك. والظاهر أنها من الجذر الأمازيغي للبلل BZG وباءه تنطق احتكاكية أيضا /v/).
- مچخچخ
وأنتم كيف تقولون "مبلل" أو "مبتل" في لهجاتكم؟
أترك لكم التعليق والتصويب.
[1] لسان العرب، باب تلل.
[2] معجم الجذور الأمازيغية المشتركة لحدّادو
[3] تكملة المعاجم العربية (1881م).
فيقال: تلتلت حوايجي وتتلتلت إذا اشتدّ بلل الملابس.
وقد نقل "التلل" غير واحد من أئمة اللغة، وخلاصته أن: التَّلَل والبَلَل والتِّلَّة والبِلَّة شيء واحد؛ كما سمّوا المِشربة بالتَّلْتَلَة أيضا.[1]
قرأت بخصوص كلمة تلتل: "وفي مصر تلتل، متلتل: تقال لسيلان الأنف أو ما شابه معناها بينقط".
وأشهر من ذلك في الجزائر لفظة "مْشَمّخ" وشمّخ تعني بلّل، وهو معنى لا يعرفه المشارقة ولم تسجله معاجم العربية القديمة. وقد يرتبط بالأمازيغية سمّغ بمعنى نقع في الماء (من جذر لمغ/مّغ). لكن نطقها شمّخ منحصر فقط في المناطق العربية. فما أصلها يا ترى؟
ويرى رينهارت دوزي أن الفعل الصقلّي assammarari بمعنى "غمس الثياب في الماء وتركها زمنا ليغسلها بعد ذلك بالصابون" يرجع إلى هذا الفعل المغاربي.[3]
وجاء عند رينهرت دوزي (النسخة المفرّغة | النسخة الفرنسية):
شمَّخ (بالتشديد): بالمغرب بلَّل، رطَّب ندّى (هلو، دلابورت ص119، دوماس حياة العرب ص189) واسم المفعول منه مُشمّخ أي مُبلَّل (بوشر بربرية، ابن العوام 2: 122، 123) وقد صححه بانكري ومن هذا اخذ فيما أرى الفعل الصقلي assammarari الذي يعنى، حسب ما ورد في معجم باسكالينو، ومعجم ترينا، وما قاله أماري: غمس الثياب في الماء وتركها زمنا ليغسلها بعد ذلك بالصابون أو غيره من الغسول، والكلمة المشتقة منه Assammaratu تعنى مبللا بالمطر والعرق وغير ذلك. ويقال مُشَمّخ بالعرق أي مبلل بالعرق.
- سارد (ربما من الجذر الأمازيغي RD يسّاراد تعني يغسل).
- وفي المغرب فازك، مفزك. والظاهر أنها من الجذر الأمازيغي للبلل BZG وباءه تنطق احتكاكية أيضا /v/).
- مچخچخ
وأنتم كيف تقولون "مبلل" أو "مبتل" في لهجاتكم؟
أترك لكم التعليق والتصويب.
[1] لسان العرب، باب تلل.
[2] معجم الجذور الأمازيغية المشتركة لحدّادو
[3] تكملة المعاجم العربية (1881م).
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)